أحمد الحامد⁩
جولة سوشال ميديا
2025-10-13
حاولت أن تكون جولتي في السوشال ميديا في الأيام الماضية مركزة، وأن أقرأ وأشاهد الحسابات التي أُتابعها فقط، لكني فشلت كالعادة، ورحت أحرك أصبعي رافعًا الشاشة باحثًا عن الفيديو التالي. المسألة إدمان يا أعزائي، وما يصبرني على كوني «مدمنًا» لمشاهدة فيديوهات قصيرة هو أني لست الوحيد، ومعي الملايين في العالم يشاركوني هذا الإدمان الجديد، وكما يقول المثل الشعبي «حشر مع الجماعة عيد».
حكاية قرأتها عن الأب حدثت في البرازيل، وهي تحدث في كل مكان من العالم «في عام 2024، وبين صفوف الخريجين الذين تملأ وجوههم الفرحة والفخر، لفت شاب برازيلي يُدعى لورينزو مونفارديني أنظار الجميع، بعدما تحوّل في لحظاتٍ إلى رمزٍ عالمي للوفاء.
فبينما كان زملاؤه يحملون الزهور والأعلام، دخل لورينزو قاعة التخرّج بخطواتٍ ثابتة وهو يحمل على كتفه أسطوانة غاز ثقيلة. في البداية ظنّ الحاضرون أنها مجرّد حركة طريفة، لكن عندما صعد إلى المنصّة تبدّل المشهد تمامًا. لم تكن تلك الأسطوانة قطعة حديد عادية، بل كانت رمزًا للحبّ والتضحية، فقد أمضى والده 26 سنة يعمل في توصيل أنابيب الغاز ليؤمّن لابنه فرصة التعليم والحياة الكريمة. وكانت الفكرة من والدته التي أرادت أن تُخلّد تعب الأب وتحوّله من ذكرى شقاء إلى وسام فخرٍ أمام العالم، وحين وقف لورينزو أمام الحاضرين، والدموع تلمع في عينيه، قال بصوتٍ متأثر: هذه الأسطوانة كانت الوزن الذي حمله أبي سنواتٍ طويلة، حتى أستطيع أنا اليوم أن أحمل هذه الشهادة. إنها رمزٌ للحبّ والتضحية والإصرار. هذا الإنجاز ليس لي وحدي، بل هو له أيضًا».
* الضيوف الذين استضافتهم أوبرا وينفري ساهموا في نجاحها التلفزيوني، الضيف الرائع يصنع الحلقة الناجحة، خصوصًا إذا كان لدى مقدم البرنامج القدرة على إخراج ما بداخل الضيف بأريحية. شاهدت مقطعًا لأحد ضيوف أوبرا، لا أعرف اسمها، لكنها نقلت هذا الاقتباس المهم لثيودور روزفلت، تقول: لا توجد لحظة غيرت حياتي أكثر من اكتشافي مقولة ثيودور روزفلت «ليس الناقد هو المهم، ولا من يشير إلى أخطاء الأقوياء، أو يوَضح كيف كان يمكن إنجاز الأمور بشكل أفضل، الانتصار الحقيقي لمن يقف في الميدان، وجهه ملطخ بالغبار والدم والعرق، من يكافح ببسالة، ويخفق مرارًا وتكرارًا، ومن قد يحقق نصرًا عظيمًا، وحتى إذا سقط فهو فعل ذلك بعد أن جازف بجرأة».
من المقولات المؤلمة التي صادفتها هو ما قاله إميل سوزان عن الدائرة المحيطة بالمتميزين «أقرب الناس إلينا هم أول من يشكك في ما يُميزنا، كأن القرب يُعمي البصيرة عن الفضائل».