عبدالله الطويرقي
«اتحدوا من أجل الشباب»
2025-10-13
يمر نادي الشباب في الفترة الحالية بمرحلة صعبة وحساسة، عنوانها الأبرز «الضياع والتوهان» داخل المستطيل الأخضر وخارجه. وهو أمر لا يخفى على أي متابع مخلص لهذا الكيان العريق. ولكن وسط هذا الواقع المقلق، تبرز الحاجة الماسّة إلى صوت العقل، والهدوء، وتحكيم المنطق، بدلًا من الانجرار خلف العاطفة والغضب.

الانتقاد حق مشروع للجميع، ولا أحد يمكنه مصادرة هذا الحق أو إنكاره، بل إن الانتقاد البنّاء ضرورة إصلاحية وأساسية في مسيرة أي منظومة تسعى للنهوض من كبوتها. ولكن يجب أن يكون هذا الانتقاد موجهًا لخدمة الكيان، لا لتصفية الحسابات أو للانتقام. فشتّان بين من ينتقد لأنه يريد أن يرى الشباب في القمة، ومن ينتقد لأنه غاضب من شخص أو مرحلة أو قرار.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى تلاحم الصفوف، وتغليب مصلحة نادي الشباب على المصالح الشخصية أو الأهواء العابرة. من المؤسف أن نرى البعض يتاجر بقضايا النادي ويختبئ خلف شعارات الحب والانتماء، بينما هو في حقيقة الأمر يسيء للكيان ويزيد من أزمته. حب الشباب لا يكون بالصوت العالي أو الشتائم، بل بالفعل، والمواقف، والدعم الحقيقي وقت الأزمات.

ومن المهم التذكير بأن هناك ثوابت ومسلمات لا يجب المساس بها، وفي مقدمتها احترام رموز النادي الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل هذا الكيان. وعلى رأس هؤلاء، يأتي الرمز الشبابي الكبير الأمير عبد الرحمن بن تركي، الذي وقف وقفة تاريخية في أحلك الظروف، وقدم تضحيات لم يسبقه إليها أحد. هذا الرمز لا يمكن أن يُجزى بالإسقاط أو التهميش، بل يجب أن يُكرم وتُحترم سيرته، ويُحفظ له فضله على نادي الشباب.

لقطة ختام
لن ينهض نادي الشباب إلا بجماهيره، ولكن جماهير تعرف حجم المرحلة، وتتحمل المسؤولية، وتنتقد من أجل البناء، لا من أجل الهدم. فدعونا نكن على قدر الحب الذي ندّعيه، ولنكن شركاء في إصلاح ما يمكن إصلاحه، ولنحترم رموزنا وتاريخنا، إذا كنا نريد مستقبلًا مشرقًا لهذا الكيان الكبير.