أمام العراقيين.. هوساوي أخطأ واغتنم فرصة الانتقام

جسَّد أسامة هوساوي، نجم وقائد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم سابقًا، دورَين متناقضين أمام المنتخب العراقي في مدّةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ، عبَّر الثاني منهما عن طبيعة ردَّ فعله الكروي بعد إسهامه دون قصدٍ في مغادرة «الأخضر» كأس «خليجي 21» مبكرًا.
وتاريخ المواجهات بين المنتخبين، اللذين يلتقيان الثلاثاء في مباراة العبور إلى المونديال من الملحق الآسيوي، حافلٌ بالقصص والذكريات على مدى نصف قرنٍ من الزمان.
بطل إحدى هذه القصص هو هوساوي، قلب الدفاع المعتزل، الذي ارتدى قميص المنتخب في 135 مباراةً على مدى 12 عامًا.
فرض اللاعبُ، الذي وُلِدَ عام 1984، قدراته على كل مَن درَّب «الأخضر» من أواخر 2006 وحتى صيف 2018، وكان ورود اسمه في كلَّ قائمةٍ تستدعى لتمثيل البلاد في أي بطولةٍ، أو تصفيات حدثًا طبيعيًّا.
وفي بداية عام 2013، استدعاه المدرب الهولندي فرانك ريكارد وسط مجموعةٍ من 23 لاعبًا من أجل المشاركة في كأس الخليج الـ 21 على الأراضي البحرينية. ضمَّت القائمة نجومًا، مثل ياسر القحطاني، وناصر الشمراني، وسعود كريري، وتيسير الجاسم، والصاعد الواعد وقتها سالم الدوسري.
لكنْ، وعلى عكس التطلُّعات، جاءت انطلاقة المشوار السعودي مُخيِّبةً. وأمام العراقيين، الذين كان يدربهم مواطنهم حكيم شاكر، استقبلت شباك وليد عبد الله، حارس المرمى، هدفًا من رأسيةٍ للمدافع سلام شاكر. ووسط محاولاتٍ من كتيبة ريكارد للتعويض، ارتقى أسامة هوساوي، أمام أنظار زميليه المدافعَين أسامة المولد وسلطان البيشي، وحوَّل برأسه عرضيةً، من كرةٍ ثابتةٍ، إلى هدفٍ ثانٍ لـ «أسود الرافدين»، ليخسر «الأخضر» 0ـ2 ضمن باكورة جولات المجموعة الثانية.
حاول المنتخبُ تدارك الموقف في مجموعةٍ، ضمَّت أيضًا منتخبَي اليمن والكويت، ففاز على الأول، 2ـ0، ضمن الجولة الثانية، بهدفين للقائد ياسر القحطاني وفهد المولد، لكنَّ «الأزرق» هزمه بهدفٍ دون ردٍّ، ليوسف ناصر، في الجولة الختامية، ليودِّع ريكارد ولاعبوه البطولة من مرحلة المجموعات. الهولندي لم يغادر «خليجي 21» فحسب، بل وأيضًا أقيل على الفور من منصبه، نظرًا لسوء النتائج، وبإجماع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي للعبة. وبعد طيِّ هذه الصفحة، وقع اختيار الاتحاد، برئاسة أحمد عيد، على المدرب الإسباني لوبيز كارو، الذي دشَّن مهمته بخوض التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا 2015. وضعت المجموعة الثالثة من التصفيات المنتخبين السعودي والعراقي وجهًا لوجه، وضمَّت كذلك الصين وإندونيسيا.
وفي منتصف أكتوبر 2013، نزل «الأخضر» ضيفًا على «أسود الرافدين» في عمَّان، العاصمة الأردنية، لحساب الجولة الثالثة من المجموعة. ورغم تعويل تشكيلة كارو هجوميًّا على ضربات ناصر الشمراني وانطلاقات سالم الدوسري ومصطفى بصاص، خالفت الضربة الأولى التوقُّعات، ففي الدقيقة 34، نفَّذ الظهير حسن معاذ ركلةً حرةً غير مباشرةٍ مُرسِلًا الكرة إلى داخل منطقة الجزاء العراقية، فردَّها القائم إلى رأس المدافع أحمد عسيري الذي غمزها نحو المرمى، فتهيَّأت أمام هوساوي. استغل الأخير الفرصة، وضرب عصفورين بحجرٍ واحدٍ، أحرز هدف التقدم للمنتخب، وعوَّض خطأه على صعيد كأس الخليج في أوَّل مواجهةٍ تاليةٍ بين المنتخبين. وخلال الشوط الثاني، أضاف ناصر الشمراني هدفًا ثانيًا، فانتصر المنتخب 2ـ0. وبعد شهرٍ واحدٍ، تغلَّب على المنافس ذاته 2ـ1، في الدمام، ضمن رابع جولات المجموعة، وسجَّل له الشمراني مُجدَّدًا وتيسير الجاسم، فيما اكتفى هوساوي هذه المرَّة بقيادة الخط الخلفي بعد أن تخلَّص، خلال لقاء الذهاب، من ذنب هدفِه العكسي في شباك وليد عبد الله.