أكتب هذا المقال قبل انطلاق مباراة صقورنا الخضر مع شقيقه العراقي، الآمال كبيرة، والطموح مشروع وواقعي، مكانة الأخضر في كأس العالم مُستحقة، ليس تاريخيًا فقط، بل على مستوى المواهب حاليًا، هو الأفضل كلاعبين، ولا ينافسه في عدد اللاعبين الموهوبين إلا اليابانيون والكوريون، مع كامل التقدير لكل المنتخبات الآسيوية. يخطئ البعض عندما يقارن الكرة السعودية بالخليجية أو بعض الدول الآسيوية، أقول يخطئ لأن الدول الخليجية والآسيوية لا تملك المخزون الكبير من اللاعبين الموهوبين كما في السعودية، بسبب الفارق في عدد السكان، والاهتمام والدعم المقدم لكرة القدم في المملكة، لذا بالإمكان تقديم أكثر من نسخة قوية للمنتخب، ومن يشاهد دكة الاحتياط وعدد الموهوبين الذين لم يتم استدعاؤهم يعرف أن المواهب السعودية قادرة على تقديم أكثر من نسخة قوية. وهذا ما لا تستطيع معظم المنتخبات الآسيوية تقديمه. لا علاقة بما قلته بالسبب الذي منعنا من التأهل من الجولة الأولى للتصفيات المؤهلة، واضطررنا إلى اللعب في الجولة الثانية التي آمل أن نكون قد حسمناها وأنا أقرأ هذه الكلمات صباح الغد. المنتخب الإيطالي لم يتأهل لمونديال قطر وكان هو حامل اللقب الأوروبي، لأن بعض المنتخبات تمر في ظروف لها علاقة بالشؤون التدريبية والإدارية وليس في شح المواهب. أتمنى إذا تأهلنا بعد المباراة إن شاء الله أن نبدأ عهدًا جديدًا في كأس العالم، لقد مضى 31 عامًا على أفضل أداء لنا في المونديال، طموح الجماهير مشروع في تحقيق مركز متقدم أقله الدور الثاني، كما أن الدور الثالث ليس بعيدًا عن الواقع، هناك تجارب كثيرة لمنتخبات مختلفة منها المنتخب المغربي الذي وصل لدور الأربعة، أقول ذلك لأننا فزنا في مونديال قطر على الأرجنتين، وكانت الأرجنتين حينها في أفضل حالاتها كتشكيلة بقيادة الأسطورة ميسي. أعتقد أن مباريات كأس العالم تحتاج إلى عقلية مختلفة عن بقية البطولات، والقدرة على نسيان المباراة الماضية سواء بالفوز أو الخسارة، وأن تكون كل مباراة بطولة في حد ذاتها. آمل أن نفعل ذلك في المونديال القادم، وأن أقرأ هذا المقال وتكون الاحتفالات قد عمت المملكة. الأخضر السعودي يستحق فنيًا وتاريخيًا الحضور في كأس العالم، والذهاب في المونديال إلى أبعد مما ذهب إليه في النسخ الماضية.