أحمد الحامد⁩
الرسم والموسيقى ومارادونا
2025-10-15
توقف دييجو مارادونا عن اللعب منذ ثلاثين عامًا تقريبًا، وتوفي قبل سنوات، وما زال يجري اسمه على لسان المعلقين، ونجوم اللعبة، وتُرسم صوره على جدران المباني الشعبية، سمعت أشهر اللاعبين الذين لعبوا ضده يقولون إنه في جانب، وكل من لعب الكرة في جانب آخر، حتى بعض اللاعبين الإنجليز الذين واجهوه في المباراة الشهيرة «1986» قالوا وبشجاعة إنه الأفضل.
المتابع لمسيرته يجد أن أسطورته تجاوزت أرض الملعب بسبب الأحداث والمواقف التي حدثت له، قصة انتشال نابولي من القاع إلى القمة، قصة بطولته في فوز الأرجنتين بكأس العالم في المكسيك، قصة الإدمان، وما تعرض له من اعتداءات على أرض الملعب أثناء لعبه لبرشلونة، قصة إيقافه في نهائيات كأس العالم 1994 وتصريحه الشهير: لقد تمت خيانتي. علاقته بالرؤساء وتصريحاته. كل تلك القصص وغيرها صنعت له المخزون الذي يبقيه متقدًا في الذاكرة، أما في الملعب، هو الذي بدأ العجائب، وما يفعله نجوم اليوم محاكاة وتكرار لمارادونا، فلا جديد بعد مارادونا.
كنت أعتقد أن الموسيقى هي لغة العالم الأولى، اللغة التي يفهمها الجميع، يعزف لودوفيكو إيناودي في تورينو على البيانو فيستمع له الناس من في المكسيك، يسجل ياشا هايفتز مقطوعاته على الكمان في ليتوانيا، وجمهوره موجود في القرى البعيدة في القارات. لكنني بدأت بتغيير رأيي عندما استمعت لرأي الرسام والجراح علاء بشير، وأن الرسم هو اللغة الأولى وليست الموسيقى، قال في لقاء على اليوتيوب «إذا كانت بجانبي فتاة لا أعرفها، ورسمت لها قلبًا ستفهم بأن القلب رمز الحب، بغض النظر إن كانت عربية أو صينية أو إنجليزية، الخط والرسم أقوى من الحروف والكلمات، لأن الرسم عابر للحدود، الفن أقوى من الكلمة إذا استخدمناه بالصورة الصحيحة»، أعتقد أن رأيه صحيح، لغة الرسم أوضح من الكلام والموسيقى.
البرنامج الحواري الجيد هو الذي لا تتداخل فيه الأصوات، مقدم البرنامج مجرد موجه للحوار، لكنه ليس المتحدث، يستطيع التحدث طوال البرنامج شرط ألا يكون معه ضيف، أما إن أحضر الضيف فلا بد أن يعطيه وقته وحقه. أقول ذلك لأني أتحسر كلما وصل الضيف إلى نقطة مهمة ثم يقاطعه المذيع ليدلي برأيه، أو لينتقل إلى موضوع آخر. المحاور الجيد هو مستمع جيد.