عبد المحسن القباني
تحذير من خالد الفيصل
2025-10-18
أطلَّ رئيس اتحاد القدم ياسر المسحل مبشِّرًا باستمرار هيرفي رينارد حتى كأس آسيا 2027، وكأنَّ هذا التمديد ضمانٌ للنجاح. غير أن الواقع يتطلَّبُ الحذر، بل واستحضار حكم رجالات الجزيرة العربية في فهم النفوس لا الأقوال، فرينارد ليس مدربًا عابرًا، وإنما شخصيةٌ ذات تأثيرٍ آسرٍ، وهو قادرٌ على الإقناع والتأثير.
والسؤال: لماذا الحذر من رجلٍ، أمضى سنواتٍ معنا، وبدت بصمته واضحةً؟ وما الخطر من مدربٍ، خبرناه شكلًا ومضمونًا؟
الحذر هنا ليس من فكره الفني فحسب، بل وأيضًا من نهجه في الالتزام، فالرجل سبق أن غادر المنتخب السعودي ليس لا معارًا، بل عبر استقالةٍ مفاجئةٍ، اختار بعدها تدريب منتخب سيدات فرنسا! ومع ذلك، لا يزال الاتحاد يعامله استراتيجيًّا لبناء منتخب آسيا 2027. إنه مشروعٌ، لا يحتمل التجارب ولا المزاجية، فهذه البطولة ليست للتمثيل، أو الظهور، بل يجب أن نكون فيها مرشَّحين للقب لا فقط مستضيفين.
رينارد لم يُخفِ نيَّاته هذه المرة، بل وقالها صراحةً، ففي مقابلةٍ منشورةٍ على موقع idnes.cz التشيكي، سبتمبر الماضي، أكد بنفسه أنه كان في مفاوضاتٍ حقيقيةٍ مع اتحاد الكرة البولندي بعد كأس العالم 2022، وأنه كان قريبًا من تدريبه.
لم يعد الأمر مجرد تسريباتٍ إعلاميةٍ، أو تحليلاتٍ من الخارج، بل هو اعترافٌ موثَّقٌ من الرجل ذاته، وأن الأمر ببساطةٍ عرضٌ وطلبٌ، كما قال.
هذا التصريح ينسف فكرة «الانتماء» للمشروع السعودي، ويكشف أن رينارد لا يرى صانع الفيديو الخلَّاب في المنتخب سوى جسر عبورٍ نحو العودة إلى أوروبا! بل إن المؤشرات على ذلك بدأت قبيل مونديال الدوحة حين استضاف الصحافة البولندية بمنزله في الرياض، وتحدَّث عن جذوره البولندية من جهة جدته فيما بدا الآن أنه كان تسويقًا مدروسًا نحو المفاوضات، وكأنه اليوم يعيد استخدام أداة المغازلة نفسها حالمًا بإقامةٍ في براغ.
اتحاد القدم، يمضي في بناء مشروع 2027 على مدربٍ، أعلن بوضوحٍ أنه مستعدٌّ للمغادرة متى ما وجد الفرصة المناسبة في أوروبا! وهذا يضع المنتخب أمام مخاطرةٍ حقيقيةٍ: مشروعٌ وطني حسَّاسٌ، يديره شخصٌ قد يغادر في منتصف الطريق، فيما الاستحقاقات باتت على بُعد أشهرٍ لا سنواتٍ.
إن حكماء الجزيرة العربية مثل الأمير خالد الفيصل، يُحذِّرون المسحل وفريقه: ​​«لا تآمن الخوَّان لو زخرف حكاه .. من خان بك مرّه يبي باكر يخون».