أحمد الحامد⁩
أسئلة في العالم المتطور !
2025-10-20
تراودني أسئلة لا أعرف إجاباتها، أهمها إن كان التطور الحاصل في مصلحة الإنسان، أم أن الأمر فيه إنَّ.
لم أفهم كيف أن التطور الطبي وصل إلى أهم مراحله، لكننا محاطون من كل مكان بمطاعم الوجبات السريعة، الأرخص والألذ، والتي أُتفق أنها أسرع طريقة للسمنة !
أفهم لماذا يُحارب التدخين، لكنني لا أفهم لماذا يروّج للحلويات والشوكليت، مع أن الإثنين خطر !
السمنة لا تقل خطرًا على التدخين والاثنين يسببان الأمراض والموت البطيء، ربما لأن رائحة الدخان سيئة، ورائحة الشوكولاتة محببة ومنعشة، تذكرت مثلًا شعبيًا قديمًا يوضح المعنى أكثر: كل مزيون مرحوم !
لم أفهم لماذا تُصنع السيارات بسرعات تتجاوز الـ 200 كيلو متر في الساعة، ولا داعي للقول إن أكثر وفيات الحوادث سببها السرعة، ما الداعي من صناعة حزام الأمان طالما أن السيارة بذاتها آلة موت بسبب قدرتها على السرعة المميتة ؟
تطوّر العالم تقنيًا، فكثر الاحتيال الإلكتروني، عدد الحرامية الإلكترونيين وضحاياهم في ازدياد، لم يشهد التاريخ ظهور المحتالين بهذه الأعداد. تطور الذكاء الاصطناعي لدرجة لا تصدّق، لكنه أقعد الملايين في العالم في منازلهم لأنه أخذ وظائفهم، يقال إن الذكاء الاصطناعي سيوفر وظائف بديلة، ما شاهدناه أنه أخذ الوظائف ولم يوفر البدائل.
ظهرت السوشال ميديا وصار عند الجميع قنواتهم الخاصة، يبثون فيها ما يريدون، ويكتبون فيها ما يشاؤون، أظهرت لنا هذه الحرية السفهاء، وقليلي الحياء، هؤلاء.. لا كلمة كانت لهم عندما كان العالم بلا سوشال ميديا.
الإنترنت ولواحقه سهل التواصل وفتح الإعلام، أصبح وصول المعلومة أسرع، لكنه خلق الفوضى، وانتشرت الأكاذيب. سهّل الإنترنت التعليم، لكن الآباء يعانون مما يتأثر به أبناؤهم من سلوكيات لا قيّم ولا أخلاق لها.
آلاف البنوك والمصارف في العالم، لكن عدد المديونين غير مسبوق، تسهيلات بنكية يقابلها إدمان على الشراء ! لا أعرف فعلًا إن كان هذا الزمن المتطور في مصلحتنا نحن البشر، أم أنه حلبة سباق تستنزف الإنسان، تسيّره ليكون مستهلكًا جشعًا دون شعور منه، ربما لا، وربما نعم. آخر ما قرأته عن العشرة الأكثر ثراءً في العالم أنهم يملكون 2.330 تريليون دولار، عشرة فقط، جميعهم حققوا 90 بالمئة من ثرواتهم خلال العالم المتطور، عالم الإنترنت والذكاء الاصطناعي، لا أعتقد أنها كانت فرصة تجارية استثنائية، بقدر ما كانت أرباحًا بلا مسؤولية أخلاقية.