أحمد الحامد⁩
الإنسان.. كلاكيت بلا نهاية
2025-10-21
ألا يكون هذا العالم إلا بالحروب، ألا يمكن أن يعيش البشر بلا قتلى ومفقودين ونازحين؟ بدأت أسمع أخبارًا عن استعداد الدول الأوروبية لحرب طويلة مع روسيا وحلفائها، سمعت عدة مصادر وترجمات تقول أن الألمان أبلغوا السكان بتخزين الطعام، وبالأمس سمعت أن الانجليز قالوا أن حربًا قد تشتعل مع روسيا تستمر من 3 إلى 4 سنوات، وإذا ما وقعت فإنها تطالب الشعب بالانضمام للجيش المدني. بعيدًا عن الأسلحة النووية، ولنفترض أنها لن تستخدم، ألا تعني الحرب ملايين القتلى؟ ألم يفقد عشرات الملايين أرواحهم في الحرب العالمية الثانية، لماذا تبدو الحروب وكأنها لعبة يجب أن تكتمل أجزائها كما أجزاء الألعاب الالكترونية، هل إذا كانت هناك الحرب العالمية الاولى والثانية فمن المفترض أن تكون هناك حربًا ثالثة؟
خلفت الحرب العالمية الأولى من 17 إلى 20 مليون قتيل، منهم 7 ملايين مدني، و21 مليون جريح، وتشير التقديرات أن 8 ملايين شخص خرجوا بإعاقات دائمة. أما الحرب العالمية الثانية فالتقديرات تقول أن رقم القتلى يتراوح من 70 إلى 85 مليون قتيل، منهم من 45 إلى 60 مليون مدني، بما فيهم ضحايا القصف والمجاعة. ما الرقم الذي ستخلفة حربًا عالمية ثالثة إذن؟ إقتصاديًا ستكلف الحرب عشرات التريليونات، في حال لم يستخدم السلاح النووي، إما إذا استخدم فلا حاجة للحسابات لأن معرفة التكلفة تتطلب سنوات، هذا إن عاش من سيقوم بحساب التكلفة. غريب أمر الإنسان، يقال أن العالم بحاجة من 10 إلى 15 مليار سنويًا للقضاء على الجوع والمجاعات، هذا الرقم العادي في زمن الترليونات سيحفظ أرواح 9.8 مليون يموتون سنويًا بسبب الجوع وسوء التغذية المزمن ، حسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة. تصوروا أن هذا الرقم سيبدو مصروفًا عاديًا ليوم واحد أو نصف يوم من أيام الحرب العالمية الثالثة إذا وقعت. لا شك أنها سوء إدارة للأموال ، فبدلًا من إحياء البشر والاهتمام بصحته، تُشعل الحروب ويصرف المال لصناعة الموت. من يفتح صفحات التاريخ الحديث والمسمى بالحضاري، يجده مليئ بالحروب وعشرات الملايين من القتلى، عشرات الملايين من الأحلام والضحكات اختفت، بسبب الصراعات التي تتغذى على غرور الإنسان وجنونه.