قبل تحدي جدة.. كونسيساو صديق تبرأ منه إنزاجي

الرياض - إبراهيم الأنصاري Ibrahimal_ansar@ 2025.10.24 | 02:12 pm

«لم يعد صديقي كما كان»، بهذه الكلمات وصف سيموني إنزاجي، مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم، نهاية صداقته مع البرتغالي سيرجيو كونسيساو، الذي يتولى تدريب الاتحاد حاليًا، وهو الخصم في «الكلاسيكو» المقرر الجمعة، ضمن دوري روشن السعودي.
يعود تاريخ الصداقة بين الاثنين إلى أكثر من عشرين عامًا مضت، في أواخر التسعينيات، حيث كان إنزاجي وكونسيساو يلعبان معًا في صفوف لاتسيو الإيطالي، تحت إشراف الخبير السويدي سفين جوران إريكسون.
كانا شريكين في قصة نجاح كروية مبهرة، أدت إلى الفوز بلقب الدوري الإيطالي في عام 2000. وفي إحدى اللحظات التاريخية، يوم 25 أكتوبر 2000، خلال مواجهة مارسيليا في دوري أبطال أوروبا، سجل إنزاجي أربعة أهداف مذهلة، بينما أسهم كونسيساو بتمريرتين حاسمتين، ما رسم صفحة خالدة في سجل النادي العاصمي.
كانت تلك الفترة مليئة بالفرح المشترك، والأحلام الكبيرة، والروابط الإنسانية التي امتدت خارج أسوار الملعب، لكن الزمن يغير العلاقات أحيانًا.
بعد أعوام من الوفاء المتبادل، وجد الرجلان نفسيهما في معسكرات معادية في مارس 2023، خلال دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، حيث التقى إنتر ميلان بقيادة إنزاجي مع بورتو الذي يدربه كونسيساو.
في مباراة الذهاب على ملعب سان سيرو، حقق إنتر انتصارًا شاقًا بهدف متأخر من روميلو لوكاكو، وسط معاناة بورتو من طرد لاعبه أوتافيو.
أما الإياب على ملعب دراجاو، فقد تحولت إلى صراع تكتيكي عنيف، حيث في الدقيقة 95، أنقذ إنتر مرماه من تسديدة ماركانو على خط المرمى، ثم ارتطمت كرة مهدي طارمي بالقائم، وأصابت تسديدة ميلينكو جرويتش العارضة.
على الرغم من الضغط الشديد، صمد إنتر وتأهل، لكن اللحظات التي تلت صافرة النهاية كانت قاسية؛ إذ رفض كونسيساو، الغاضب من أحكام الحكم، مصافحة إنزاجي، الذي حاول الاقتراب وهمس بكلمات غير مسموعة، قبل أن يفترقا دون لقاء منذ ذلك اليوم.
يروي إنزاجي بهدوء، مستعيدًا أيام لاتسيو: «كنا أنا وسيرجيو شابين يتعلمان من إريكسون، نلعب كروح واحدة، لكنه اليوم خصمي».
أما كونسيساو، فقد رد بابتسامة خافتة، مؤكدًا أن «الملعب لا يعترف بالصداقات، بل بالمنافسة فقط»، في إشارة تحمل طابع التحدي الواضح.
وفي يناير الماضي، بدأ كونسيساو مسيرته مع ميلان بإنجاز، حيث فاز بالسوبر الإيطالي، لكن التحديات سرعان ما برزت، خاصة في تعامله مع الثلاثي البارز: كالابريا، ولياو، وثيو هيرنانديز، الذي انتقل لاحقًا إلى الهلال.
علق كونسيساو قائلًا: «مثل الأب مع أبنائه، إذا أخطؤوا، يجب التعامل معهم بحزم.. أنا صريح دائمًا، وهم يدركون أننا نبني رابطة وروحًا تثمر في النهاية».
وأضاف كونسيساو، مشددًا على تجاربه السابقة: «دربت أندية أصغر حجمًا من ميلان، لكنها كانت مليئة بالعطش للفوز والرغبة في التطور المستمر».
الآن، في جدة، يعود البرتغالي لمواجهة إنزاجي وثيو هيرنانديز مرة أخرى.