صالح الطريقي
«جمهور النصر.. جمهور رونالدو» والجهل
2025-10-24
منذ أن أصبح «النصر» أشهر نادٍ سعودي بالعالم، بعد أن وقَّع اللاعب الأشهر «رونالدو» مع النصر، وهناك فئة يحاولون إقناع أنفسهم قبل أن يقنعوا الآخرين بمقولة «جمهور رونالدو وليس جمهور النصر».
وأن هذه الشهرة العالمية ستختفي بعد رحيل «رونالدو»، أو سيأخذ «رونالدو» جماهيره معه.
«المقولة» سببها أن تلك الفئة كانوا يروجون لفكرة أن ناديهم هو الأشهر عالميًّا.
ولأن حقيقة جماهيرية «النصر» عالميًّا واضحة أينما ذهب، والنصر مطلوب للعب خارجيًّا كأندية «ريال مدريد، وبرشلونة، وباقي الأندية المشهورة عالميًّا»، كان لا بد من خلق خرافة «جمهور رونالدو وليس جمهور النصر»، وترديدها لتصبح حقيقة.
فيما المنطق لا يقبل أن تجعل «الكل/النصر» شيء، «والجزء/اللاعب/رونالدو» شيء آخر مستقل بذاته، لأن الجزء ينتمي للكل.
أضف إلى ذلك لو قرؤوا نظرية «الارتباط الشرطي» للعالم الروسي «بافلوف»، لفهموا ما الذي حدث للنصر، وما علاقة «رونالدو» بهذا؟
«فرونالدو» كما تقول «النظرية» كان «المثير الشرطي، القادر على إحداث استجابة شرطية»، أي من كانوا محايدين بالنسبة للأندية السعودية، ولا ينتمون لأي نادٍ، جعلهم «رونالدو» يرتبطون عاطفيًّا بالنصر، ويصبحون مشجعين للنصر، ربما يقل اهتمامهم وشغفهم بدورينا، أو بمتابعة كرة القدم، لكنهم أصبحوا منتمين للنصر، ولن يتركوا تشجيع النصر كما يتوهم السذج، فالانتماء يصعب إزاحته، إلا بسبب يدفع الإنسان للشعور بالاغتراب.
الشاهد على صحة ما فات، لنستحضر تجربة «ريال مدريد، وبرشلونة» لتتضح الفكرة.
لدينا بمجتمعنا جماهير كثيرة للناديين، قد تكون عزيزي القارئ أحدهم، هؤلاء المشجعون أصبحوا منتمين «لريال مدريد، أو برشلونة» بسبب «رونالدو، أو ميسي»، أو بسبب ما نسميه «الارتباط الشرطي» أحبوا النادي بسبب «رونالدو وميسي».
الآن وبعد رحيل الأسطورتين عن الناديين، هل تركوا تشجيع «ريال مدريد، أو برشلونة»؟
وهذا ما سيحدث بعد رحيل، أو اعتزال «رونالدو»، ستبقى تلك الجماهير منتمية للنصر.
أخيرًا،،
أتمنى من النقاد أن يتوقفوا عن ترويج خرافة «جمهور رونالدو وليس جمهور النصر»، وأن يطوروا قدراتهم المعرفية، حتى لا ينشروا الجهل بالقنوات.