الحمزاوي: الساحة الشعرية شرسة.. والمعلقة لم تنصفنا
يصف الشاعر ناصر الحمزاوي الواقع الشعري المعاصر بأنه يتسم بالشدة والصرامة، مقارنة بفترات سابقة، مشيرًا إلى أنه في الوقت الجاري يبرز فقط الشعراء المبدعون ويرفض القوافي المصطنعة التي كانت مقبولة في الماضي.
وقال لـ«الرياضية»: «أتحدث عن الساحة الشعرية في الوقت الحاضر، فهي أصبحت شرسة وغير متساهلة على الإطلاق، بخلاف ما كانت عليه في السابق».
وأضاف: «الآن لا يبرز إلا الشاعر الأصيل الذي يمتلك أدواته كاملة، كما أنها بدأت ترفض القوافي المفتعلة التي كانت مقبولة سابقًا، وتفضل الإيقاع الطبيعي الذي ينبع من عمق التجربة الإنسانية، مستندًا إلى بحور الشعر العربي التقليدية مثل الطويل والبسيط التي تتطلب دقة في الوزن والقافية دون تكلف».
وحول أسباب غياب الشعراء وابتعادهم في هذه الفترة يقول الحمزاوي: «سبب الغياب من وجهة نظري يعود بشكل أساسي إلى نقص المحتوى الشعري الأصيل، ويعاني الكثيرون من جفاف الإلهام الناتج عن سيطرة الوسائط الرقمية السريعة التي تحوّل التعبير إلى كلمات عابرة، ما يقلل من فرص صقل الصور الشعرية المبنية على الاستعارات والكنايات التي تميز الشعر العربي منذ عصر الجاهلية».
وفيما يخص المسابقات الشعرية ورأيه فيها، قال: «أنا مؤيدها لسبب محدد ومعارضها لآخر، فهي نجحت في إخراج مواهب حقيقية تتقن فنون الشعر النبطي والفصحى معًا، وتخرج شعراء يجيدون التعامل مع الرموز والإيحاءات، لكنها في الوقت نفسه كشفت عن آخرين يفتقرون إلى الأساسيات، إذ يقتصر معرفتهم على السطح دون فهم لعمق اللغة والإيقاع».
وحول رأيه في مسابقة المعلقة، يقول الحمزاوي وهل أنصفت الشعراء أما لا؟، يقول الحمزاوي: «لا أعتقد ذلك، لأن الإنصاف الكامل نادر حتى لدى القضاة بسبب طبيعتهم البشرية المعرضة للخطأ، لكن البرنامج نجح في إبراز شعراء ذوي قيمة حقيقية، وهو يقدر المادة الشعرية الأصيلة التي تعتمد على الصدق العاطفي والدقة اللغوية، ما يسهم في الحفاظ على الشعر كفن يعكس الواقع دون زيف».
وأكد الحمزاوي أنَّ الساحة الشعرية فقدت عددًا كبيرًا من الأسماء الشعرية الكبيرة التي أسهمت في إثرائها، وأفضل عدم سردها لتجنب إغفال أي منهم، لكنها خسائر تترك فراغًا في تنوع الأساليب من الغزل إلى المدح والرثاء.
وفيما يخص أعماله القادمة مع المنشدين، يقول: «هناك عمل قريب جدًّا مع أحد المنشدين، سيصدر قريبًا بإذن الله».