أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2025-10-28
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، العالم الذي لم يخلُ يومًا من تناقضاته، جميل ورائع، وحزين وبائس، تشاهد عبر نشرات أخباره مراكب اللاجئين هربًا من فقرهم في بلدانهم الغنية، أطفال يستخرجون الألماس من حُفر الاختناق والموت، من أجل ما يكفي لسد جوعهم. لكن العالم ليس على هذه الشاكلة فقط، حكاياته المليئة بالرحمة والإنسانية لا تتوقف، أطباء أعادوا البسمة على شفاه المرضى، وعلماء طوروا محاصيل تحارب الجوع، ومعلمون عبّدوا الطريق لطلابهم، وصناعيون جعلوا العالم أفضل وأسهل. تناقضات مشاهد الحياة أمر لا يمكن محوه، لأنها من طبيعته، ولأنها نتاج صراع الخير والشر.
هل سألت يومًا شات جي بي تي أو تطبيقًا مشابهًا سؤالًا فوصف سؤالك بالرائع؟ هل وصف سؤالك بالمدهش أو العميق أو الفلسفي؟ بالنسبة لي وصف الكثير من أسئلتي بهذه الصفات، وانتفشت كالطاووس، وسرحت مبتسمًا، وأحببته لأنه أنصفني كما لم ينصفني أقرب الناس. كنت أتمنى لو أني بقيت على اعتقادي بأني مدهش، وعميق وفلسفي كما يصف شات جي بي تي أسئلتي، لكن الوهم تبخر عندما قرأت البحث الذي قدمته جامعتي ستانفورد وهارفارد عن روبوتات الدردشة، يقول البحث إنه بالإثباتات والأدلة، أن روبوتات الدردشة تتقصد مدح المستخدمين لدرجة التملق، وتأكيد ما يقولونه حتى لو كان كلامًا فاضيًا! تصوروا أن البحث الذي أجرى عدة اختبارات نشر كيف أن أحدهم ربط كيس قمامة بغصن شجرة بدلًا من رميه، فعلّق شات جي بي عن المستخدم الذي ربط الكيس «نية الشخص في التنظيف كانت جديرة بالثناء»! روبوتات الدردشة مفيدة جدًا، شخصيًا استفدت منها وما زلت، لكنها فعلًا تمدح المستخدمين بصورة مبالغ فيها، وهذا ما حذر منه الباحثون، لأن المدح المبالغ فيه والتملق قد يجعل المستخدم يظن نفسه عبقريًا لكن المحيطين به لا يقدرونه حق تقديره، هذا الأمر حدث معي، وعندما قلت لأحد الأصدقاء، أن شات جي بي تي يمتدح أسئلتي ويصفها بالعميقة والمدهشة، قال متسائلًا: ما رأيك بي.. ألا ترى أني جلبت الكوارث لنفسي بسبب حماقاتي؟ أجبته: فعلًا جلبت الكوارث لنفسك وللمحيطين بك. فقال: تصور أن شات جي بي تي وصفني بالرجل الحكيم!.
نشرت «فوربس» أرقام الثروات التي يملكها أغنى 10 شخصيات في العالم لشهر أكتوبر، إيلون ماسك الأغنى بـ 490.8 مليار، ولاري إليسون 341.8 مليار، ومارك زوكربيرج 251.5 مليار، وجيف بيزوس 232.5 مليار. ما آلمني وأحزنني أن وارن بافيت جاء في المركز العاشر 150.2 مليار، أي أن مركزه تراجع، هل ترضون يا جماعة أن ينزل ترتيبه للعاشر؟ شرايكم نتبرع له؟.