من هو براش بطل الجائزة الكبرى في بطولة «لونجين»؟

الرياض - إبراهيم الأنصاري Ibrahimal_ansar@ 2025.11.01 | 04:43 pm

في أحضان بلدة بيبلز الهادئة في إسكتلندا، رأى الفارس البريطاني سكوت براش النور في 23 نوفمبر 1985، لأبوين يمثلان الجذور المتينة للحياة الريفية، والدته كارولين، ووالده ستان، العامل الشغوف في مجال البناء، الذي شكلت يداه الخشنتان أساسًا صلبًا لتربية ابنه.
الجمعة، تحت أضواء الرياض اللامعة، طار براش على صهوة جواده فوق الحواجز كأنه يتحدى الجاذبية، خطف لقب شوط الجائزة الكبرى من جولة الرياض الختامية لبطولة «لونجين».
في سن السابعة، امتطى حصانه للمرة الأولى، وبحلول عامه العاشر، انضم إلى النادي وبدأ تدريبات قفز الحواجز التي غيّرت مسار حياته إلى الأبد.
هذه البدايات أساسًا لأخلاقيات عمل يومية صارمة، مدعومة بمدربين محليين مثل الإسكتلندي بول باركر والبريطاني بريندون ستود، اللذين صقلا موهبته الخام.
مع نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة، بدأت الأبواب تُفتح. لفت براش انتباه مالكين أثرياء مثل اللورد هاريس، وكيركهام، الذين رأوا في هذا الفتى الريفي موهبة تستحق الرهان.
كان الصعود الحقيقي ينتظره مع شريكه الأول ، حصان إنترتوي زد، من سلالة زانجيرشيدي المولود عام 1999.
حمل هذا براش إلى دورة الألعاب العالمية للفروسية في كنتاكي عام 2010، ثم إلى صفوف الفريق البريطاني في كأس الأمم CSIO5، وحقق انتصارات مذهلة في دبلن وآخن عام 2011.
السطوة الأولى جاءت في عام 2012، مع فوز مشترك في مهرجان الفروسية الشتوي بويلينجتون بفلوريدا، تلاها مساهمة حاسمة في الميدالية الذهبية الجماعية لبريطانيا في أولمبياد لندن.
هناك، قفز براش جولات نظيفة، مع سقوط واحد فقط في النهائي الفردي، إنجاز جعله بطلًا بين عشية وضحاها.
في عام 2013، فازا بالذهب في بطولة أوروبا بهرنينج، ثم سيطر على سلسلة جلوبال تشامبيونز تور في عامي 2013 و2014، مع لقبي جراند بري في ميامي وإستوريل.
لكن اللحظة التاريخية الحقيقية كانت في عام 2015، عندما حقق براش الفوز الثلاثي في رولكس جراند سلام – انتصارات متتالية في جنيف «ديسمبر 2014»، آخن «مايو 2015»، وكالجاري «سبتمبر 2015». إنجاز لم يحققه أحد قبله، ولا يزال يُروى كأسطورة في دوائر الفروسية.
تكريم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية لم يتأخر، منحت براش وسام الإمبراطورية البريطانية «MBE» في رأس السنة 2013، اعترافًا بخدماته للفروسية.
عام 2015، انضم إلى قاعة مشاهير جمعية الخيول البريطانية، محتفظًا بصدارة التصنيف العالمي من نوفمبر 2013 لأشهر، وظل ضمن العشرة الأوائل حتى اليوم.
حاليًا، يدير براش إسطبله في بريطانيا بفريق يتجاوز العشرين عضوًا، بمساعدة زوجته، مركزًا على تدريب الجيل الجديد وعروض تعليمية مثل تلك في مهرجان بدمنتون عام 2022.
مع كل قفزة، يثبت أن الفارس الإسكتلندي لم يعد يبحث عن المجد، بل يعيشه بعد تحوله من طفل ريفي إلى أيقونة عالمية.