في أحضان إمسديتن، المدينة الهادئة شمال غرب ألمانيا، يملأ نسيم الصباح فناء إسطبل هولز الشهير، بينما تبدأ يانا فارجرز يومها منذ الثامنة تمامًا.
يداها الصغيرتان ترعيان عشرة خيول بإخلاص، تغسلان وتغذيان وتدربان، حتى تحولت هذه الروتين اليومي إلى أسطورة.
اليوم، أصبحت يانا واحدة من أعظم فرسان قفز الحواجز في تاريخ ألمانيا، حيث تحولت إلى إرث يلهم العالم.
وفي قلب الرياض، العاصمة السعودية ، توجت يانا آخر إنجازاتها السبت بفوز مذهل.
في جولة الرياض الختامية لبطولة "لونجين" العالمية، خطفت اللقب ببراعة استثنائية، محطمة المنافسة في الشوط الحاسم بزمن 41.71 ثانية فقط، لحظة انتصار تذكر بأن الخيول لا تخذل فرسانها.
في 18 نوفمبر 1991 ولدت يانا فارجرز في إمسديتن وبدأت قصتها مع الخيول صدفة عندما كانت في سن السابعة حين ساعدت هي وأختها كريستينا، التي تكبرها بثلاثة أعوام، في رعاية حصان صديقة، ما دفعها لتلقي دروس ركوب الخيل في نادي إمسديتن، وبعد عامين سألت كورت هولز إن كانت تستطيع العمل مساعدة في الإسطبل، فأطلق عليها لقب «البرغوث الصغير»، واكتشف موهبتها سريعًا.
بنت فارجرز مسيرتها على الصبر والتركيز والثقة بالنفس، وتقدر الروابط الوثيقة بين الفارس والحصان، كما تدرك أهمية اختيار معدات ركوب الخيل المناسبة لحرية الحركة وثبات السرج والدفء في الأيام الباردة.
في 2012، شاركت في بطولة أوروبا للفرسان الشباب في إيبريشسدورف بالنمسا، واحتلت المركز الرابع مع الفريق الألماني والسابع فرديًا.
وفي سبتمبر 2013 حققت المركز السادس في بطولة العالم لخيول قفز الحواجز الشبابية في لاناكين.
انتقلت في 2015 إلى مزرعة خيول في إيبنبورن، ثم في ربيع 2021 إلى مزرعة آشفورد في بوخولت ببلجيكا.
هناك تألقت مع حصانها الهولشتاينر ليمبريدج من ليمبوس-كامبريدج، وبعد عام حصلت على المركز الثاني في جائزة روما الكبرى.
في نهاية شهر مايو الماضي، أصبحت تعمل لحسابها الخاص وتدير إسطبلها في مسقط رأسها نوردوالد.
تظل يانا من أبرز فرسان قفز الحواجز في ألمانيا، حيث جمعت مسيرتها بين الصدفة الأولى والعمل اليومي الشاق والشراكات مع خيول مثل كوليو وليمبريدج ودوريت، في رحلة تتطور باستمرار من إسطبل إمسديتن إلى مزارع بلجيكا ثم العودة إلى الجذور.