العرب في مونديال الناشئين.. تتويج وانتصارات أمام العمالقة
تقصُّ ملاعب مدينة أسباير الرياضية في قطر، الإثنين، شريط النسخة رقم 20 من نهائيات كأس العالم دون 17 عامًا، بحضور رقمٍ قياسي من المنتخبات العربية، التي يبلغ عددها ستة منتخبات.
عربيا،يبرز تتويج الأخضر السعودي بلقب نسخة 1989، ووصول ثلاثة منتخباتٍ أخرى إلى المربع الذهبي، علمًا أن العرب حققوا 35 انتصارًا قبل النسخة الجديدة، منها أمام أسماءٍ عملاقةٍ، مثل البرازيل وألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
واستضافت الصين النسخة الأولى من البطولة عام 1985، وكانت حينها للاعبين دون 16 عامًا، وشارك فيها 16 منتخبًا، مع حضور منتخبين عربيين. وحقق المنتخب السعودي أول نقاط وانتصارات العرب بعد فوزه 4ـ1 على كوستاريكا في الجولة الأولى من المجموعة الثالثة قبل أن يتصدر مجموعته عقب التعادل مع نيجيريا، والفوز على إيطاليا، لكنَّ رحلته انتهت في ربع النهائي بعد الخسارة 1ـ2 أمام البرازيل. ومن ناحيته، سجل المنتخب القطري حضورًا أوَّلَ مخيبًا بعد خروجه من دور المجموعات مع ثلاث هزائم.
وفي نسخة 1987، وعلى الأراضي الكندية، حقق المنتخب السعودي نتائجَ جيدةً بتعادله مع البرازيل، وفوزه على فرنسا، لكنَّه بدأ مشواره بالخسارة أمام أستراليا في الجولة الأولى في نتيجةٍ، أدَّت لاكتفائه بالمركز الثالث بمجموعته بفارق الأهداف المسجَّلة خلف فرنسا.
في حين، حقق المنتخب القطري فوزه الأول في البطولة، وجاء على حساب مصر، وتجاوز دور المجموعات بعد التعادل مع إيطاليا، والفوز على كندا قبل أن يخسر أمام كوت ديفوار في ربع النهائي. 
وودَّع المنتخب المصري المنافسة من دور المجموعات، لكنَّه سجل فوزه الأول هو الآخر بتغلبه 3ـ0 على كندا.
وجاءت أبرز المحطات العربية على الأراضي الإسكتلندية في نسخة 1989 مع وصول السعودية والبحرين إلى المربع الذهبي، إذ تصدَّر المنتخب البحريني مجموعته بعد انتصارين على كوبا وغانا، وتعادلٍ مع المضيف الإسكتلندي قبل إقصائه البرازيل في ربع النهائي، فيما تجاوز المنتخب السعودي مجموعته مع مركز الوصافة بعد تعادلين مع البرتغال وغينيا، وفوزٍ في الجولة الثالثة على كولومبيا قبل الفوز على نيجيريا بركلات الترجيح في ربع النهائي. والتقى المنتخبان العربيان في نصف النهائي، وفاز الأخضر بهدفٍ، وواصل رحلته حتى التتويج باللقب عقب الفوز على إسكتلندا بركلات الترجيح.
وفي نسخة 1991، استضافت إيطاليا النهائيات التي خُصِّصت للاعبين دون 17 عامًا بغياب الأخضر، حامل اللقب، لكنَّ التمثيل العربي جاء عبر ثلاثة منتخباتٍ، حيث فاز المنتخب السوداني على نظيره الإماراتي في دور المجموعات، لكنَّهما ودعا معًا الصراع، لتخلفهما عن البرازيل وألمانيا في مجموعتهما، فيما بلغ المنتخب القطري المربع الذهبي، وخسر بركلات الترجيح أمام غانا، وهو المنتخب الذي تُوِّج بلقب تلك النسخة.
واتَّجهت نهائيات نسخة 1993 إلى اليابان مع حضورٍ خجولٍ للمنتخبات العربية نظرًا لخروج قطر وتونس من دور المجموعات على الرغم من فوز الأول على كولومبيا، وتحقيق الثاني أول انتصاراته في حضوره الأول، وجاء على منتخب الصين. 
وتكرَّر خروج قطر من دور المجموعات في نسخة الإكوادور 1995، لكنَّ منتخب عُمان خطف الأضواء في حضوره الأول، إذ فاز على كندا، وتعادل سلبًا مع البرازيل، واكتسح ألمانيا بثلاثيةٍ، ثم فاز على نيجيريا في ربع النهائي قبل أن يخسر في نصف النهائي أمام غانا.
واستضافت مصر نسخة 1997 مع حضور ثلاثة منتخباتٍ عربيةٍ، حيث انتهت رحلة منتخب البحرين في دور المجموعات، لكنَّ مصر وعُمان وصلا إلى ربع النهائي، فخسر أصحاب الأرض أمام إسبانيا، وتكرَّر خروج عُمان على يد المنتخب الغاني. 
وشهدت نسخة 1999 في نيوزلندا مشاركة منتخبٍ عربي وحيدٍ، وهو القطري الذي فاز على جامايكا وبوركينا فاسو في دور المجموعات قبل أن يخسر أمام أستراليا بهدفٍ في ربع النهائي.
وغابت بصمة المنتخبات العربية في النسخ الثلاث المتتالية مع مشاركة منتخبٍ عربي وحيدٍ، وخروجه من دور المجموعات، بدءًا من منتخب عُمان الذي سجل نقطةً وحيدةً في نسخة ترينيداد وتوباجو عام 2001، مرورًا بمنتخب اليمن الذي اكتفى بنقطةٍ واحدةٍ هو الآخر في نسخة فنلندا 2003، ووصولًا إلى المنتخب القطري الذي خرج خالي الوفاض من نهائيات بيرو في 2005.
وارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 في نسخة كوريا الجنوبية عام 2007 التي شهدت حضور منتخبين عربيين، حقَّقا نتائجَ جيدةً، إذ فرض المنتخب السوري التعادل السلبي على الأرجنتين، وفاز على هندوراس، ليبلغ الدور ثمن النهائي، الذي شهد خسارته أمام إنجلترا، فيما تصدَّر المنتخب التونسي مجموعته بالعلامة الكاملة بعد انتصاراتٍ على بلجيكا، والولايات المتحدة، وطاجيكستان، لكنَّه خسر في ثمن النهائي أمام فرنسا بعد التمديد.
وفي نسخة نيجيريا عام 2009، حقق المنتخب الإماراتي فوزًا وحيدًا على مالاوي، وخسر بصعوبةٍ أمام إسبانيا، والولايات المتحدة، لكنَّه تأهل إلى ثمن النهائي بعد تفوُّقه على البرازيل وهولندا في ترتيب أفضل الثوالث قبل أن يخسر أمام تركيا. فيما كان للمنتخب الجزائري حضورٌ خجولٌ في مشاركته الوحيدة عبر ثلاث هزائمَ أمام إيطاليا، والأوروجواي، وكوريا الجنوبية، ودون تسجيل لاعبيه أي هدفٍ.
وغابت المنتخبات العربية عن نهائيات نسخة المكسيك عام 2011، لكنَّها عادت مع أربعةٍ، هي الإمارات والعراق والمغرب وتونس، في النسخة التالية التي استضافتها الإمارات عام 2013. وتأهل المنتخب المغربي إلى ثمن النهائي متصدرًا مجموعته أمام أوزبكستان، وكرواتيا، وبنما قبل أن يخسر أمام كوت ديفوار في أولى مبارياته الإقصائية. وتكرَّر الأمر نفسه مع المنتخب التونسي الذي خرج على يد الأرجنتين في ثمن النهائي بعدما حقق انتصارين في مجموعته على فنزويلا، وروسيا.
وشهدت نسخة 2015 مشاركة منتخبٍ عربي وحيدٍ، حيث اكتفى المنتخب السوري بنقطةٍ وحيدةٍ من تعادلٍ مع نيوزيلندا. في حين نجح المنتخب العراقي في تجاوز دور المجموعات على الأراضي الهندية في نسخة 2017 بعد تعادلٍ مع المكسيك، وفوزٍ على تشيلي، وخسارةٍ أمام إنجلترا قبل خروجه من البطولة عقب خسارةٍ ثقيلةٍ نتيجتها 1ـ5 أمام مالي في ثمن النهائي.
وتكرَّر غياب المنتخبات العربية عن نسخة 2019 في البرازيل قبل إلغاء نهائيات بيرو  2021 بسبب تداعيات فيروس كورونا، وصولًا إلى النسخة الماضية في إندونيسيا قبل عامين بحضور المنتخب المغربي الذي فاز على بنما، وإندونيسيا في دور المجموعات، وأقصى إيران بركلات الترجيح في ثمن النهائي قبل أن يخسر بهدفٍ دون ردٍّ أمام مالي في ربع النهائي.