الشارقة.. خطف أول ألقاب الدوري.. وتجرع مرارة الهبوط

لاعبو فريق الشارقة الأول لكرة القدم خلال تدريبهم الأخير على ملعب «الإنماء» في مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة استعدادًا لمواجهة الاتحاد الليلة (المركز الإعلامي ـ الشارقة)
جدة ـ محمود وهبي 2025.11.04 | 06:59 pm

تُوّج فريق الشارقة الأول لكرة القدم عام 1996 بخامس ألقابه في الدوري الإماراتي، واعتلى حينها قائمة أكثر الأندية تتويجًا بهذه المسابقة، إلا أنّه ابتعد عن المنافسة مواسم عدة، وتردّت أحواله حتى اختفى بعيدًا عن الأضواء.
وبعد أعوام من إخفاقات كثيرة، استبدل الشارقة انحداراته بصحوة لافتة أعادته إلى واجهة المنافسة.
وحكاية المجد الجديد بدأت في موسم 2018ـ2019، عندما تُوّج بلقب الدوري الإماراتي، الذي كان لقبه الأخير حتى يومنا هذا، إلا أنّه بقي ناشطًا في صراعات القمة دون انقطاع، وزيّن حائط إنجازاته بلقب كأس رئيس دولة الإمارات مرتيْن على التوالي عاميْ 2022 و2023 إضافة إلى تتويجه في دوري أبطال آسيا 2 الموسم الماضي.
ويواجه الشارقة فريق الاتحاد، مساء الثلاثاء، لحساب رابع جولات المجموعة الغربية من دوري أبطال آسيا للنخبة.
وأبصرت مسابقة الدوري الإماراتي النور عام 1973، وكان الشارقة بطلها الأول، إذ اعتلى ترتيب المجموعة الختامية من الدوري، أمام شباب الأهلي ونادي الإمارات، والمفارقة أن أسماء هذه الأندية كانت مختلفة في ذلك الوقت، فالشارقة حمل اسم العروبة حتى عام 1974، والأهلي تحوّل إلى شباب الأهلي عام 2017، فيما حمل نادي الإمارات اسم عمان، ومن ثم القادسية، قبل أن يحمل اسمه الحالي منذ عام 1982.
واعتلى الشارقة هرم الدوري الإماراتي مرتيْن في النصف الثاني من الثمانينيات، وأضاف إليهما لقبيْن عاميْ 1994 و1996، فأصبح زعيمًا للدوري حينها، برصيد 5 ألقاب، مناصفة مع الوصل، لكنه دخل نفقًا مظلمًا بعد ذلك، إلى درجة أنّه هبط إلى الدرجة الثانية عند نهاية موسم 1998ـ1999، ثم عاد وهبط مجددًا عام 2001.
وصعد الشارقة مجددًا إلى دوري الأضواء في موسم 2002ـ2003، وأمضى عدة أعوام متتالية مع الكبار، لكن صادَق مراكز منتصف الترتيب، وابتعد عن المنافسة، إلى أن حقق المركز الرابع في 2007ـ2008، في ترتيب رفع سقف التوقعات تجاه المستقبل، لكنه كان قريبًا من الهبوط في الموسم التالي، إلى أن عاش صدمة الهبوط للمرة الثالثة، عند نهاية موسم 2011ـ2012.
وبعد صعوده مجددًا، تحسن ترتيبه في الدوري موسمًا بموسم، من المركز الـ 12 في موسم 2014ـ2015، إلى المركز الـ 11 في موسم 2015ـ2016، ومن ثم المركز التاسع في موسم 2016ـ2017، والمركز السادس في موسم 2017ـ2018، إلى أن عاش صدمة إيجابية في موسم 2018ـ2019، مع عودته إلى هرم الكرة الإماراتية، وفاز بلقب الدوري للمرة السادسة في تاريخه.
وكتب الشارقة أفراحه في ذلك الموسم ببصمة استثنائية للثنائي البرازيلي ويليتون وإيجور كورونادو، لاعب الاتحاد السابق، إذ اجتمع هذا الثنائي على تسجيل 37 هدفًا في طريق الشارقة نحو المنصة، وبقيادة عبد العزيز محمد، المدرب المحلي، الذي سبق له أن تُوّج بلقب الدوري الإماراتي لاعبًا، في 4 مناسبات، عندما ارتدى قميص الشارقة خلال مسيرته.
واكتفى الشارقة بالمركز الرابع في موسم 2019ـ2020، على الرغم من استمرار عبد العزيز محمد وكورونادو، ثم حقق المركز نفسه في موسم 2020ـ2021، مع المدرب عبد العزيز العنبري، إلى أن بدأت حقبة الروماني كوزمين أولاريو، المدرب الذي قاد الهلال والمنتخب السعودي الأول سابقًا، الذي أمضى 4 مواسم مدربًا للشارقة.
وعلى الرغم من فترته الطويلة نسبيًّا، واستعانته بأسماء معروفة مثل باكو ألكاسير وميراليم بيانيتش وكوستاس مانولاس ودجانيني تفاريس، لاعب الأهلي والفتح السابق، لم ينجح أولاريو بقيادة الشارقة نحو لقب جديد في الدوري، ولو أنّه احتل مركز الوصافة مرتين، لكنه ترك بصمته في مكان آخر، وتحديدًا في كأس رئيس الدولة، وهي البصمة التي عزَّزت مكانة الشارقة بين الكبار في الكرة الإماراتية.
ففي موسم 2021ـ2022، أقصى الشارقة شباب الأهلي من ربع نهائي كأس رئيس الإمارات، ثم فاز على الوصل في نصف النهائي، وتُوّج باللقب عقب فوزه على الوحدة في النهائي بهدف سجَّله باكو ألكاسير.
وحافظ الشارقة على لقبه في الموسم التالي، بعد مباراة نهائية تاريخية انتهت أشواطها الأصلية والإضافية على نتيجة التعادل مع العين، فابتسمت ركلات الترجيح للشارقة، بعدما نفذ كل فريق 14 ركلة ترجيحية، ليصبح الشارقة حينها أكثر الفرق تتويجًا بلقب هذه المسابقة تاريخيًّا، برصيد 10 كؤوس، ولو أن شباب الأهلي تجاوزه في الموسم الماضي، عندما تُوّج بلقبه الـ 11.
ويعيش الشارقة حاليًّا مرحلة انتقالية صعبة، مع ميلوس ميلويفتيش، المدرب الجديد، فالفريق مني بـ 4 هزائم بعد مرور 7 جولات من عمر الدوري الإماراتي، ويتموضع في المركز الـ12، كما أنّه خسر برباعية نظيفة أمام الأهلي السعودي في آخر مبارياته بدوري أبطال آسيا، لكنه فاز على الغرافة القطري في الجولة الأولى، وتعادل مع السد في قطر في الثانية، لتكون له حظوظ جيدة في مواصلة مشواره الآسيوي، وسيحاول إثبات ذلك في زيارته الصعبة إلى جدة.