أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2025-11-04
كتبت قبل عامين أن ظهور المغنيين الاصطناعيين مسألة وقت، لم يكن تنبؤًا ولا ذكاءً مني، الأمر واضح، حينها ظهر مذيع اصطناعي على شاشة صينية، يقرأ نشرة الأخبار بمهارة، وصار استخدام الأصوات الغنائية وتعديلها وتركيبها متاحًا على بعض التطبيقات. آخر ما قرأته ليس ظهور مغنية اصطناعية، بل إن المغنية موجودة واحتلت مراكز متقدمة بين نجمات الأغنية، ومؤخرًا تم توقيع عقد مليوني معها. المغنية الاصطناعية اسمها (مونيه) وتُبث أغانيها في الإذاعات، وظهرت للمرة الأولى على قائمة بيلبورد الإذاعية. لدى مونيه 146 ألف متابع على إنستجرام، مونيه شخصية تملكها الشاعرة تيليشا نيكي، تكتب لها الكلمات وتضع لها الألحان والموسيقى بمساعدة sono ـ برنامج توليد موسيقي ـ العجيب أن لدى مونيه مدير أعمال بشري، هو من ينسق مع الإذاعات ويبرم العقود. تغير الزمن؟ نعم تغير وبسرعة، من كان يصدق قبل عشرين سنة لو قيل إن مغنيين في العام 2025 سيكونون اصطناعيين! لن يمضي وقت طويل حتى يظهر مغنون ومغنيات اصطناعيات عربيات، وتوقعوا هجومًا كبيرًا من المغنيين والمغنيات العرب على المغنيين والمغنيات الاصطناعين العرب، ستسمعون المغنيين البشرين يصفون الاصطناعين بأنهم بلا مشاعر وأحاسيس. لن ينفهم هجومهم، وستشاهدون الجماهير بالآلاف تحضر حفلات الفنانين والفنانات الاصطناعيين. لو حدث ذلك سأضمن لكم أصوات تغني بلا نشاز!
عندي قناعة أن حوالي نصف البشر حرامية ومجرمون، لكنهم لا يسرقون ولا يرتكبون الجرائم خوفًا من القانون، هذا ما يفسر لنا ظهور الحرامية والمجرمين بكثرة في البلدان التي تضعف فيها الدولة ويضعف قانونها. في بعض البلدان المستقرة تحدث ثغرات في القانون، فلا قانون بشريًا كاملًا، يستغل الحرامية هذه الثغرات التي لا يحاسبهم القانون عليها، والقصص عن الثغرات القانونية لا تتوقف في أنحاء العالم، آخرها ما حدث في روسيا عندما أخطأ محاسب إحدى الشركات وحوّل ما يعادل 86 راتبًا لأحد الموظفين، كان المبلغ هو رواتب موظفي الشركة، وعندما طالبوه بإعادة المبلغ رفض، ولا يوجد قانون ـ حسب الحالة ـ يلزمه بإعادة المبلغ، الموظف كان «حرامي» في أعماقه، لكنه كان ينتظر الفرصة!