«النسور» تحلق بأول ألقاب مونديال الناشئين
مضى أربعون عامًا، منذ تتويج منتخب نيجيريا لكرة القدم تحت 17 عامًا بكأس العالم، وهو المنتخب الذي يضم لاعبين من مدارس لاجوس النيجيرية، ولا يضم أي لاعب محترف في صفوفه، على عكس بقية المنتخبات الأوروبية واللاتينية المشاركة في نسخة 1985.
وبينما ضمت بقية المنتخبات باستثناء قلة منها لاعبين محترفين في أندية عملاقة مثل ميلان وبايرن ميونخ وفلامنجو وإنتر ميلان وريفر بليت، كان فريق المدرب سيباستيان برودريك يتألف بالكامل من لاعبي مدارس في لاجوس، ومع ذلك، فجروا مفاجأة كبيرة، وأظهروا منذ البداية رغبة فائقة في الفوز، بدأ بتجاوز إيطاليا التي كان يقودها ماوريتسيو جانز، قبل أن يتعادلوا دون أهداف مع المنتخب السعودي وينتصروا بسهولة 3-0 على كوستاريكا ليعبروا دور المجموعات.
تأهلت «النسور الخضراء» ثانيًا، خلف المنتخب السعودي في المجموعة الثالثة، وتأهل معهما كل من الصين، والمجر وألمانيا الغربية والبرازيل، وغينيا وأستراليا.
في الدور الإقصائي قاد بيلا موموه، نيجيريا لقلب تأخرها أمام المجر والفوز 3-1 في ربع النهائي، ثم حسم فاتاي أتييري الذي كان بلغ للتو عامه الرابع عشر هدف التعادل أمام غينيا في نصف النهائي، ليقودهم إلى ركلات الترجيح التي تألق فيها لوكي أجبونسيفافي، ليفوز منتخب «النسور الصغيرة» 4-2، في مباراة إفريقية – إفريقية.
في النهائي، كانت ألمانيا الغربية المرشحة الأبرز بعد فوزها المثير 4-3 على البرازيل بقيادة أندريه كروز وبيسمارك، وتألق مارسل فيتيتشيك بتسجيله ثلاثيتين متتاليتين، لكن قبل 40 عامًا، سيطر النيجيريون على المباراة أمام 80 ألف متفرج في ملعب العمال.
افتتح جوناثان أكبوبوري، التسجيل لنيجيريا بعد مجهود رائع من جوزيف باباتوندي، قبل أن يحسم فيكتور إجبينوبا اللقاء بهدف رائع.
لم يكن أحد يتوقع أن تفوز نيجيريا الصغيرة كرويًا باللقب، هكذا تذكر قائدهم ندوكا أوجبادى، ويقول : «كنا نريد أن نقدم أفضل ما لدينا، لكنني لا أعتقد أن أيًّا منا كان يتوقع الفوز باللقب».
وأضاف بلهجة فخورة :«رؤية كل هذه المنتخبات الكبيرة تشارك في البطولة، واللعب أمام جماهير تصل إلى 80 ألف متفرج، كان أمرًا لم نتوقعه لم ندرك حجم البطولة إلا عندما وصلنا إلى الصين، شعرنا بسعادة كبيرة بعد التأهل من دور المجموعات، ثم بدأنا نتعامل مع كل مباراة على حدة. وفجأة وجدنا أنفسنا في النهائي».
كانت سمعة ألمانيا كمنتخب قوية، فعلى الرغم من أن بدايتهم في دور المجموعات لم تكن قوية، وبالكاد تأهلوا بالمركز الثاني خلف أستراليا، بعد أت فازوا على الكونغو وتعادلوا مع الأرجنتين، بيد أن الماكينات الألمانية أظهرت قوتها في الأدوار الإقصائية فهزموا أصحاب الأرض الصين 4-2، ثم أسقطوا البرازيل 4-3 في الدور نصف النهائي، ليصلوا للنهائي.
وقبل المباراة دخل الألمان وهم يرتدون أطقم adidas الفاخرة وبدؤوا كلاعبين محترفين، وكانوا أكبر حجمًا من لاعبي منتخب نيجيريا، شعر الصغار القادمون من القارة السمراء بالقلق بعد فوز البرازيل على غينيا 4-1، كانوا عانوا للفوز على غينيا واحتاجوا لركلات الترجيح بينما البرازيل فازت عليهم بسهولة، البرازيل ذاتها كانت خسرت برباعية أمام الألمان، فكيف سيكون حالهم، هكذا فكر اللاعبون.
كانت خطة المدرب سهلة، سجلوا مبكرًا، وأربكوهم، كان مدربونا يكررون علينا أهمية التسجيل المبكر، وهذا ما فعلناه. انفجرت الجماهير فرحًا، وهذا ما فعله أكبوبوري بعد أربع دقائق فقط، ساعدهم أن الجمهور الصيني ساندهم بقوة.
في الشوط الثاني اندفع الألمان بكل قوة لتسجيل التعادل، وهاجموا بكل ما لديهم، غير أن إجبينوبا سجل هدفًا رائعًا في الدقيقة الأخيرة، وحسم المباراة والتتويج بأول نسخة عام 1985 التي استضافتها الصين، لتعيش نيجيريا، والقارة الإفريقية شعورًا غامرًا بالفرح لا يوصف، لم يكن مجرد فوز في كرة القدم، كان إعلانًا لتفوق القارة الإفريقية على أوروبا.