أحمد الحامد⁩
المال في المقولات والأمثال
2025-11-05
لا أشك أن المال من أكثر 5 كلمات ينطقها البشر في يومهم، والظاهر أن الصراع عليه ليس لقلته وندرته، بل لأن هناك من يحاول جمعه أكثر من حاجته. هو الذي عقد الصداقات، وأشعل العدوات، ووفق رأسين بالحلال، وفرّق زوجين بعد عشرة عمر. فهمت أهميته مبكرًا، عرفت أنه حلاّل مشاكل، ومثير مشاكل، وغطاء ممتاز، ومفسد للنفس الضعيفة. فضيلته الكبرى أنه يبعد حامله عن مذلة الفقر، وتكفي هذه الفضيلة لكي يقال عنه شعبيًا: المال عديل الروح! لم أقرأ عنه، لكن أصادفه كثيرًا في أمثال الشعوب، ومقولات الأدباء والحكماء. اليوم اخترت مجموعة مما صادفت عن الورقة الرابحة. سأبدأ بمقولة يونانية أعجبتني، لكني سأضيف عليها بعد أن نقرأها «من يملك الذهب يظن أنه يملك الحكمة» ليس من يملك الذهب فقط يظن أنه حكيم، أكثر الناس يحسبون حسابًا لمن يملك الذهب، ويفخمون كلامه، ويضعونه في مكانة عليا، حتى وإن كانوا لا ينالون من الذهب شيئًاّ ربما بسبب هالة الذهب! الرومانيون القدماء قرؤوا مبكرًا تأثير المال اجتماعيًا، وأنه عند البعض يتفوق على الأخلاق العالية والقيم النبيلة «المال يفتح الأبواب التي لا تفتحها الأخلاق». فولتير له رأي حاد يقف في صف تأثير المال «عندما يتكلم المال، يصمت الحق». نيتشه ربط الاختبار الحقيقي بقوة وضعف الإنسان بالمال «من أراد أن يقيس ضعف الإنسان، فلينظر كيف يتغير حين يملك المال». مع كل ما قيل في المال من مديح، ووصف قوته وتأثيره، إلا إنه لا يستطيع أن يكون أكثر من مساعد، فليس كل شيء بالمال، ولو كان كل شيء بالمال لما نجح أولئك الذين لم يملكونه. بوب مارلي لديه مقولة يفضلها الفقراء «بعض الناس فقراء جدًا، لدرجة أن كل ما يملكونه هو المال». أحب مقولات هنري فورد، تجربته في الحياة واسعة، عاش الحال الأقرب للفقر، وامتلك المال بدرجة الثراء «المال لا يخلق النجاح، بل الحرية التي يمنحها للإنسان كي يبدع» ذكرتني مقولة فورد بما سمعته قبل أيام من لاعب الزمالك الشهير محمود عبد الرازق «شيكابالا» قال بما معناه إن المواهب الكروية للطبقة الفقيرة في مصر لم تعد تظهر على السطح، لأنها مشغولة بالعمل لتأمين لقمة عيشها. لدى سقراط حل سحري لأولئك الذين لديهم الكثير من الرغبات، لكنهم لا يملكون المال، ولا يعرفون كيف يجمعونه «الثروة ليست في امتلاك المال، بل في تقليل الرغبات». أخيرًا ما قاله تولستوي عن المال والناس «الناس يقيسون قيمة الحياة بما يملكون، لا بما يعيشون»!.