التضامن الإسلامي بدأت من مكة.. 55 دولة.. أكثر من 6 آلاف مشارك
في الثامن من أبريل عام 2005 فتحت السعودية أبوابها أمام حدث رياضي غير مسبوق في العالم الإسلامي، عندما استضافت النسخة الأولى من ألعاب التضامن الإسلامي بمشاركة 55 دولة وأكثر من ستة آلاف رياضي تنافسوا في 15 رياضة توزّعت على 107 مسابقات، نظمت في 4 مدن، مكة المكرمة، جدة، الطائف، والمدينة المنورة.
جاء تنظيم الدورة بإشراف الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، لتكون انطلاقة تقليدٍ رياضي يجمع بين التنافس والتآخي بين شعوب العالم الإسلامي، إذ شهد حفل الافتتاح في مدينة الملك عبد العزيز الرياضية بمكة عروضًا رمزية جسّدت رسالة الحدث وروح التعاون بين الدول الإسلامية، فيما أعلن الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز انطلاق المنافسات رسميًا.
وقدّم الرياضيون المشاركون مستويات عالية في مختلف الألعاب، وبرزت ألعاب القوى ورفع الأثقال وكرة القدم كأكثر الرياضات جذبًا للأنظار، وفي الميدان، حقق العداؤون السعوديون إنجازات مميزة كان أبرزها فوز سالم اليامي بذهبية سباق 100 متر، وحمدان البيشي بذهبية 200 متر وفضية 400 متر، ومحمد الخويلدي الذي توّج بذهبية الوثب الطويل بقفزة بلغت 8.44 متر، أما في كرة القدم، فتوّج المنتخب السعودي بالميدالية الذهبية بعد فوزه على المغرب بهدف دون مقابل في المباراة النهائية التي لعبت على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، وسط حضور جماهيري كبير.
وشهدت البطولة مشاركة متميزة من «مصر، إيران، السودان، كازاخستان، وطاجيكستان» في ألعاب الرمي والأثقال والمصارعة، مما أضفى على المنافسات طابعًا متنوعًا يعكس اتساع رقعة الرياضة في العالم الإسلامي، كما أدرجت للمرة الأولى منافسات لذوي الإعاقة الذهنية ضمن الجدول الرسمي، إذ أحرز المنتخب السعودي لكرة الصالات الميدالية الذهبية بعد فوزه على إيران بخمسة أهداف مقابل هدفين في النهائي، خلال مشهدٍ إنساني لافت جسّد البعد الإنساني الشامل للدورة.
واختُتمت المنافسات بتصدّر السعودية جدول الميداليات بـ60 ميدالية، منها 24 ذهبية و17 فضية و19 برونزية، تلتها إيران ثم مصر، فيما توزّعت باقي المراكز بين دول آسيا وإفريقيا، على الرغم من أن كرة القدم كانت الحدث الأبرز جماهيريًا، فإن الميدان والمضمار والألعاب الفردية قدّمت صورة بارزة شملت التنوّع والمستوى الفني العالي في تلك النسخة التأسيسية.