إيلينا.. نصيحة غيّرت حياتها.. ودولتان تنازعتا عليها
لا تنسى الكازاخستانية إيلينا ريباكينا المصنفة السادسة على العالم مقترح والدها الذي غيّر حياتها إلى الأبد عندما نصحها بممارسة كرة التنس، بدلًا من الجمباز والتزلج الفني، حتى باتت أسطورة بلادها في الكرة الصفراء.
ولدت إيلينا في موسكو عام 1999، وبدأت حياتها الرياضية مع أختها آنا في صفوف الجمباز والتزلج الفني، لكن مرشديها أخبروها في سن السادسة أن طولها سيمنعها من الاحتراف في تلك الرياضات، فاقترح والدها أندريه ريباكين، الذي يعمل منتجًا في شركة NTV-Plus التلفزيونية، تسجيل الفتاتين في دروس التنس.
انتقلت إيلينا إلى نادي سبارتاك للتدريب تحت إشراف أندريه تشيشنوكوف وإيفجينيا كوليكوفسكايا، مع تخصيص ساعتين يوميًا للتمارين بجانب الدراسة في مدرسة عادية للحفاظ على التوازن.
تقول ريباكينا: «بدأتُ اللعب في سن الخامسة، كنتُ أذهب إلى المدرسة مع أختي، لكنها لم تكن ترغب في لعب التنس، كان من الصعب جدًا فعل أي شيء دونها في الأشهر القليلة الأولى، لكنني أحببتُ هذه الرياضة بشدة».
وأضافت: «لم يكن من السهل الموازنة بين الدرس اليومي والبطولات، لحسن الحظ أحب والدي التنس ولاحظ تقدمي».
تحولت إلى الاحتراف في 2014، وفازت بأول لقب في إسطنبول عام 2017، ثم أول فردي في كازان عام 2018، وبعد ذلك دخلت التصنيف العالمي ضمن الـ200 للمرة الأولى.
في مرحلة الشباب، بلغت المرتبة الثالثة عالميًا، وحققت أول بطولة في كأس ألميتييفسك عام 2014، وفازت بلقب جريد إيه في تروفيو بونفيجليو عام 2017 بعد التغلب على إيفا شيونتيك مرة أخرى.
واجهت مفترق طرق قبل خمسة أعوام، وقالت: «لعبتُ جيدًا في فئة الناشئين، لكن والديّ كانا لا يزالان قلقين ويريدان إرسالي إلى الجامعة، قلتُ إنني لا أريد الدراسة، أردتُ اختبار نفسي والاحتراف، هذه هي حياتي الآن، والتنس يعني لي الكثير، ألعب لأتطور».
وأوضحت: «تلقيت عروضًا من جامعات في أمريكا، لكنني لم أفكر في الأمر حتى لأنني أردت الاستمرار في اللعب، تلقيت نحو 15 عرضًا، كان والدي يرغب بشدة في ذهابي». تدخل اتحاد التنس الكازاخستاني حينها، مقدمًا الدعم بمنح دراسية وإمكانية الوصول إلى مرافق تدريب النخبة، فغيرت جنسيتها في يونيو 2018 وبدأت تمثيل كازاخستان، على الرغم من أن والدها لا يزال يعيش في موسكو.
شرحت التغيير قائلة: «تلقيتُ دعمًا كبيرًا في كازاخستان، أشعر بدعم هائل من الناس، وأنا سعيدة بالتنافس باسم كازاخستان، وأعتقد أن نتائجي تُسهم في دعم الرياضة في كازاخستان».
وزادت: «بذلت كازاخستان كل ما في وسعها لمساعدتي على مواصلة اللعب وتحسين أدائها، توفرت لي جميع الظروف للتدريب وكل شيء آخر، وبالطبع ساعدني ذلك كثيرًا».
واختتمت حديثها قائلة: «لقد كان وقتًا مناسبًا للغاية، كنت أبحث عن المساعدة، لقد آمنوا بي، لذا أعتقد أن الأمر كان مزيجًا رائعًا، لقد توافقنا تمامًا».
بعد الانتقال، حققت أول انتصار على لاعبة من الـ10 الكبرى بتغلبها على كارولين جارسيا في سانت بطرسبرج عام 2018، وفازت بلقب بوخارست عام 2019 لتصبح ضمن الـ100، ثم وصلت إلى نهائي جيانجشي وهزمت سيمونا هاليب في ووهان، ما دفعها إلى الـ50.
في 2020، بلغت خمسة نهائيات بما فيها دبي وتغلبت على كارولينا بليسكوفا، وفازت بهوبارت ضد تشوانج شواي، وأنهت الموسم في الـ17 كأول كازاخستانية في الـ20.
في 2022 فازت ببطولة ويمبلدون كأول كازاخستانية في تاريخ الجراند سلام بتغلبها على أنس جابر في النهائي، إذ قالت إن هدفها كان الحصول على عضوية مدى الحياة في نادي عموم إنجلترا المخصصة للأبطال.
في الرياض تطمح المصنفة السادسة عالميًا أن تضيف لقبًا جديدًا إلى مسيرتها بعد بلوغها نصف نهائي بطولة نهائيات رابطة محترفات التنس التي تستضيفها العاصمة السعودية.