خالد الربيعان
كابتن الهلال
2025-11-09
القيادة الرياضية جزء من التسويق الرياضي، يعيش نادي الهلال تجربة تستحق التوقف عندها، فاختيار كابتن الفريق بعد غياب سالم الدوسري كابتن الهلال والمنتخب السعودي لم يعد قرارًا فنيًا بحتًا، بل أصبح قرارًا استراتيجيًا يؤثر في الصورة الذهنية، وفي القيمة السوقية للنادي ولاعبيه.
الهلال بصفته النادي السعودي الأكثر جماهيرية ورعاية واهتمامًا إعلاميًا، يعيش مرحلة تحتاج إلى قائد يوازن بين رمزية الشارة وقوة العلامة.
من الناحية التسويقية، الكابتن في الهلال هو واجهة أمام الإعلام العالمي، والرعاة، وحتى الجمهور الدولي الذي يتابع النجم أكثر مما يتابع الفريق.
وعندما لا يكون هذا القائد قادرًا على احتواء النجوم العالميين الكبار مثل لاعب الهلال سابقًا نيمار «كابتن منتخب البرازيل»، ولاعب الهلال سابقًا ميتروفيتش «كابتن منتخب صربيا» وكوليبالي «كابتن منتخب السنغال»، أو نيفيز أو مالكوم أو سافيتش وكانسيلو وثيو أو حتى التواصل معهم بلغة قيادية موحدة، فإن ذلك يخلق فجوة داخلية تنعكس مباشرة على أداء الفريق، وصورته في السوق الرياضي العالمي.. تخيل جميع هؤلاء يكون قائدهم محمد كنو !!! بعد غياب الأسطورة سالم الدوسري.
الهلال اليوم يمتلك مجموعة من اللاعبين الذين تقدر قيمتهم السوقية بمئات الملايين من الدولارات، وهؤلاء يحتاجون إلى قائد يُلهِم لا يُقسِّم، ويخلق روحًا إيجابية تحفّزهم على تحويل القيمة الفردية إلى قيمة جماعية. حين يغيب هذا الدور، تظهر علامات التوتر في لغة الجسد، وضعف في الانسجام، وانخفاض في الحماس الجماهيري حول قصة الفريق وهي القصة التي تُبنى عليها حملات الرعاة والإعلانات.
ولعلّ الأثر السلبي الأوضح يتمثل في أن غياب الكابتن القادر على قيادة المشهد جعل بعض اللاعبين العالميين يشعرون وكأنهم ضيوف مؤقتون وليسوا شركاء في الهوية. هنا يتضرر التسويق، لأن العلامة التجارية القوية تُبنى على التماسك والقيادة.
الرعاة لا يشترون فقط الفوز، بل يشترون الصورة، نعم صورة الفريق المتحد الذي يملك قائدًا يعبّر عن قيم الانتصار والتواضع والطموح الجماعي.
الهلال بتاريخ بطولاته ورؤيته في عصر الخصخصة والاستثمار الرياضي، يحتاج إلى إعادة تعريف دور الكابتن بوصفه مدير تأثير داخل وخارج الملعب، وليس فقط حامل الشارة. فالقائد اليوم يجب أن يكون مؤثرًا إعلاميًا، ناضجًا تسويقيًا، قادرًا على قيادة اللاعبين الأجانب والمحليين، وأن يُدرك أن كل كلمة وتصرف ينعكسان على «قيمة الهلال السوقية» التي تجاوزت مؤخرًا 500 مليون دولار، بحسب آخر التقديرات.
إن التجربة الهلالية الأخيرة والتي لا بد أن تناقش بعمق وتفتح نقاشًا مهمًا حول الفرق بين «القائد الفني» و«القائد التسويقي». فالأول يقود اللاعبين داخل الملعب، أما الثاني فيقود صورة النادي أمام العالم. والمستقبل، بلا شك، لمن يجمع بين الاثنين.