صالح الطريقي
لماذا «يشيطن الحكم السعودي»؟
2025-11-12
المنطق يفرض حين تضع سؤالًا، أن تثبت صحة الادعاء فيه، وأن هناك بالفعل «شيطنة للحكم السعودي» بالأدلة، قبل أن تحاول فهم أسباب هذه «الشيطنة»، وعملية تشويه سمعته، وأنه شر مطلق.
وأظن أقوى دليل يثبت صحة ما ذهب إليه السؤال، الجولة السابعة بـ«دوري روشن» في مباراة «الأهلي والرياض» ومباراة «النصر والفيحاء»، الأولى حكمها «السلوفيني رادي»، ومباراة النصر حكمها «السعودي الهويش».
خبراء التحكيم اتفقوا جميعًا على أن الحكم «السلوفيني» ارتكب كوارث تحكيمية، لا ترتكب من حكم مبتدئ، ولعب دورًا بتغيير نتيجة المباراة التي انتهت «1ـ1»، بل أحد الخبراء أكد أنه لا يفقه بالقانون حين طرد لاعب الأهلي بعد أن منح فرصة للاعب الرياض، وحين لم يسجل طرد لاعب الأهلي، والقانون يقول «طالما لم توقف اللعب وتطرد اللاعب، ومنحت فرصة، يكتفى بالبطاقة الصفراء».
فيما تعاطف خبير آخر مع الأهلي على دفعه التكلفة لإحضار الحكام الأجانب «375 ألف ريال»، لينحر على أيديهم، ولو قبل بالحكم السعودي لن يدفع تكلفته، وستدفع الرابطة التكلفة، وربما فاز.
في مباراة «النصر والفيحاء» كان جدل الخبراء حول ضربة جزاء لم تحتسب للنصر، وأخرى احتسبت، واتفق الغالبية على صحة الأولى التي لم تحتسب، واتفق الغالبية تقريبًا على عدم صحة ضربة الجزاء التي احتسبت، مع ملاحظة أن بعضهم غيَّر أقواله من صحيحة لغير صحيحة.
رغم وضوح ما حدث من الحكمين «كوارث السلوفيني، واحتمالية خطأ السعودي»، فتحت أغلب البرامج الرياضية وكل الإعلام المناوئ «لنادي النصر» النار على «الحكم السعودي»، وأنه يشوّه الرياضة، وكأنه صانع الكوارث، فيما صانع الكوارث كان يحكم «مباراة الأهلي والرياض».
أفهم طبيعة المنافسة الرياضية، التي تفرض على المنافسين أن يضخموا أخطاء المتصدر، ليس حقدًا، ولكن من أجل مصالح فرقهم عل المتصدر يتعثر، فتتصدر فرقهم، ولكن شريطة ألا يكون هذا على حساب ظلم الآخرين وتشويه سمعتهم.
صحيح أن الحكام السعوديين يحتاجون لتطوير قدراتهم، ولكن لا يحق للإعلام شيطنتهم على أمل أن يخضعوا، فيعوقوا المتصدر.