البرتغال.. 8 مشاركات مونديالية.. والثالث أفضل المراكز
يحمل لقب «برازيل أوروبا» بأسلوب لعبه ونجومه اللامعة، إلا أنه لم ينجح بعد في السير على خطى «سحرة السامبا» ويرتقي إلى مصاف كبار المونديال. لكن ربما سيحاول المنتخب البرتغالي الأول لكرة القدم، في مشاركته التاسعة، أن يبرهن أنه لا يزال يملك الطموح والإرادة والأسماء القادرة على صنع التاريخ.
البرتغال، وبقيادة أسطورتها كريستيانو رونالدو، باتت على مسافة قريبة من بلوغ نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، عندما تصطدم بإيرلندا اليوم، إذ تتصدر جدول ترتيب مجموعتها بـ 10 نقاط، وبفارق ست نقاط عن مضيفتها صاحبة المركز الثالث، قبل نهاية التصفيات بجولة واحدة. وستلحق البرتغال بالمنتخبات الـ 28 التي تأهلت سلفًا إلى النسخة الـ 23 من المونديال مباشرةً، إذا فازت على إيرلندا، أو تجنبت الخسارة ولم تفز المجر، صاحبة المركز الثاني بخمس نقاط، على أرمينيا متذيلة الترتيب، التي فقدت كل حظوظها في التأهل.
تاريخيًّا بدأ المنتخب، خامس تصنيف الاتحاد الدولي «فيفا»، رحلته الكروية في 18 ديسمبر 1921 عندما خسر 1ـ3 أمام الجار الإسباني في مدريد، وكان ظهوره المونديالي الأول بتصفيات النسخة الثانية 1934، لكنه تعثر أمام الجار نفسه بالخسارة 0ـ9 و1ـ2.
في تصفيات 1938، لعبت البرتغال مباراة واحدة ضد سويسرا بمدينة ميلانو الإيطالية وخسرت 1ـ2 لتفشل للمرة الثانية في تسجيل حضورها.
وبعد استئناف البطولة 1950، إثر توقفها بسبب الحرب العالمية الثانية، اصطدم البرتغاليون بالحائط الإسباني مرة أخرى بالخسارة«1ـ5» والتعادل «2ـ2».
لكن المنتخب رفض الدعوة التي تلقاها من «فيفا» بالمشاركة في النهائيات بعد انسحاب تركيا، على أمل أن يكون حظه أفضل في تصفيات 1954، وهو ما لم يحدث بعد سقوطه أمام النمسا «1ـ9 » والتعادل «0ـ0».
وبعد أربعة أعوام سجَّلت البرتغال أخيرًا فوزها الأول بالتصفيات، وكان على حساب ضيفتها إيطاليا بثلاثية نظيفة في 26 مايو 1957، لكنه لم يكن كافيًا لمنحها بطاقة التأهل بعد أن احتلت المركز الأخير بمجموعتها التي تصدرتها إيرلندا الشمالية.
واستمرت محاولات البرتغال دون جدوى في تصفيات 1960 بعد حلَّت بالمركز الثاني خلف إنجلترا. وتكرر الأمر 1964 أمام بلغاريا التي فازت بهدف دون رد في مبارة فاصلة على ملعب محايد بعد أن اقتسما الفوز ذهابًا وإيابًا.
وبعد معاناة طويلة من الإخفاقات حصلت البرتغال أخيرًا على تأهلها الأول لنهائيات 1966، بتصدرها مجموعتها التي ضمت تشيكوسلوفاكيا ورومانيا وتركيا، مسجلة خمسة انتصارات وتعادل وخسارة وحيدة، بفضل تألق نجمها الصاعد آنذاك بقوة أوزيبيو ذو الأصول الموزمبيقية، والملقب بـ«الفهد الأسود»، الذي سجَّل ستة من أهداف المنتخب التسعة في التصفيات.
ومع أنها كانت المشاركة الأولى لها في المونديال إلا أنها تعد الأفضل في تاريخها، إذ أنهت البطولة التي استضافتها إنجلترا بالمركز الثالث على حساب الاتحاد السوفييتي 2ـ1.
البرتغاليون بدؤوا المنافسات بقوة وزخم كبيرين في مرحلة المجموعات مسجلين ثلاثة انتصارات على المجر وبلغاريا والبرازيل، حاملة اللقب مرتين وقتها، ثم كوريا الشمالية بربع النهائي في مباراة لا تنسى بعد أن قلبوا تأخرهم بثلاثية نظيفة إلى فوز 5ـ3 بفضل رباعية لأوزيبيو، الذي تصدر لاحقًا قائمة هدافي البطولة بتسعة أهداف. وكانت الخسارة الوحيدة التي تكبدتها البرتغال في نصف النهائي أمام إنجلترا 1ـ2، التي توجت لاحقًا بلقبها الوحيد على حساب ألمانيا الغربية.
لكن على الرغم من الآمال الكبيرة التي كانت معقودة على البرتغال، إلا أنها سرعان ما عادت للمربع الأول وبقيت بعيدة عن العرس العالمي 20 عامًا، حتى حانت الفرصة مرة أخرى في المكسيك 1986، إلا أنها أقصيت من دور المجموعات بعد الفوز على إنجلترا وخسارتين أمام بولندا والمغرب.
المشاركة الثالثة كانت 2002 وانتهت بدور المجموعات بفوز وحيد على بولندا، وخسارتين أمام الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي استضافت البطولة إلى جانب اليابان.
وللمرة الأولى منذ 1966، حافظت البرتغال على حضورها في المونديال باستمرار، لكن مع نتائج متباينة. ففي 2006 بألمانيا، وصل المنتخب بقيادة لويس فيجو وكريستيانو رونالدو، الذي بدأ نجمه يلمع، ليقدم ثاني أفضل مشاركة له بحصوله على المركز الرابع. وفي النسخ التالية، خرجت البرتغال من ثمن نهائي 2010، ومن دور المجموعات 2014، وثمن نهائي 2018، وربع نهائي 2022.