د.تركي العواد
حاتم خيمي والوحدة
2025-11-13
أعجبني لقاء اللاعب الدولي السابق ورئيس نادي الوحدة الحالي حاتم خيمي مع بتال القوس في برنامج «في المرمى»، فقد خرجت بانطباع أن خيمي يعرف وضع الوحدة وقادر على انتشاله، وعرفت أن وزارة الرياضة اختارت الشخص المناسب لإنقاذ النادي.
أفرح كثيرًا عندما يتولى رياضي رئاسة ناد أو اتحاد، لأنه الأقدر على معرفة أسرار ودهاليز الرياضة مِن مَن جاء للرياضة من باب الإدارة، فالرياضي يملك المعرفة “knowledge” وهذه المعرفة لا تقدر بثمن، لذلك نسمع كثيرًا مصطلح «توطين المعرفة» والذي يعني أن تحُضر خبيرًا أجنبيًا مارس المجال للاستفادة من خبرته في نقل المعرفة للشركة أو المؤسسة أو النادي.
كثيرٌ من الناس يعتقدون أن الإدارة الرياضية لا تختلف عن أي نوع آخر من أنواع الإدارة، وأن من تخصص في «إدارة الأعمال» قادر على إدارة ناد في دوري المحترفين، ولكن الحقيقة مختلفة، فالمباريات والتنافس في الملعب له شعوره الخاص وله أصوله وأسراره التي لا يجيدها إلا من نافس على مستوى المحترفين وقارع الأبطال.
هذا لا يعني أن كل رياضي قادر على الإدارة، لا.. لا.. أبدًا لم أقصد ذلك، ما أقصده أن من مارس الرياضة وعرف أسرارها ثم زاد على ذلك التعليم المناسب والعمل الإداري والخبرة سيكون أفضل النماذج التي تقود الأندية والاتحادات.
حاتم خيمي واحد من الرياضيين المبدعين في المستطيل الأخضر ولعب لسنوات طويلة لنادي الوحدة والمنتخب الأول والفئات السنية وجمع خبرة تراكمية كبيرة، ثم أكمل ذلك بالتعليم في المملكة والخارج، وتقلد عددًا من المناصب الإدارية في المجال الرياضي بما فيها رئاسة نادي الوحدة.
نحن نعيش مشروعًا رياضيًا عظيمًا يدعمه سمو سيدي ولي العهد، ويقود دفته بكل اقتدار سمو وزير الرياضة، وقد تطور العمل الرياضي من الجانب الفني والتنظيمي وارتفع المستوى بشكل يدعو للفخر، ولكن يبقى العمل الإداري في الأندية الحلقة الأضعف، وهذا يعود للتاريخ الطويل من الفكر الإداري المتغلغل في الأندية والمبني على فكرة أن الرئيس هو الكل في الكل وهذا زمن ولى، اليوم إدارات الأندية يجب أن تواكب التغير الذي تعيشه الرياضة، وتتخلص من إرث رؤساء ورموز كانوا مبدعين في وقتهم، ولكن فكرهم لا يمكن أن ينجح اليوم.