عيد الثقيل
رونالدو السعودي
2025-11-13
حين قال كريستيانو رونالدو في حديثه الأخير بالرياض: «أنا أعتبر نفسي سعوديًّا، وعائلتي سعيدة هنا»، لم يكن يتحدث كلاعبٍ فقط، بل كسفيرٍ لمشروع رياضي واقتصادي ضخم غيّر نظرة العالم إلى المملكة. كلمات النجم البرتغالي جاءت لتؤكد أن ارتباطه بالسعودية لم يعد عقدًا احترافيًا داخل الملعب، بل تجربة حياة، ومرحلة نقلت كرة القدم السعودية إلى مستوى جديد من الحضور والتأثير.
ولولا أنه وجد الحفاوة الصادقة، والشعب المضياف والمنفتح على الآخرين، والكريم بطبعه، لما عبّر بتلك العفوية عن انتمائه وارتياحه للعيش في المملكة. فالسعوديون، بطبيعتهم الدافئة وترحيبهم بكل زائر، كانوا أحد أهم أسباب هذا الارتباط الإنساني الذي شعر به رونالدو منذ يومه الأول في الرياض.
منذ انضمامه إلى النصر مطلع عام 2023، تحولت الصفقة إلى نقطة انطلاق لعصرٍ رياضي مختلف. فالتأثير الحقيقي لرونالدو ظهر خارج المستطيل الأخضر، حيث تضاعفت متابعة الدوري السعودي في المنصات العالمية، وقفزت حسابات نادي النصر إلى أرقام غير مسبوقة.
لقد أصبح وجود رونالدو بوابة مفتوحة أمام الشركات والعلامات الكبرى لاكتشاف السوق السعودية بثقة أكبر.
كما أسهم النجم البرتغالي في تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة عبر أحاديثه عن التطور السريع، وحفاوة الناس، وجودة الحياة، ما جعله واجهة إعلامية وسفيرًا غير رسمي للرياضة السعودية. كل ظهورٍ له في مؤتمر أو فعالية دولية كان بمثابة إعلان جديد عن السعودية الطموحة التي تتقدّم بثقة نحو مستقبل رياضي عالمي.
رونالدو لم يوقّع عقدًا مع النصر فحسب، بل وقّع صفحة جديدة في تاريخ الرياضة السعودية، عنوانها أن النجاح لا يُقاس بعدد الأهداف فقط، بل بحجم التأثير خارج الملعب. صفقة القرن تحوّلت إلى رمز لمرحلة كاملة، جعلت من كرة القدم جسرًا بين الرياضة والاقتصاد وصناعة الصورة الوطنية الحديثة.