قبل أسبوع، نُشر عالميًا أن مغنية افتراضية، تكتب لها شاعرة أمريكية، دخلت ضمن قائمة الأغاني الأكثر استماعًا في الولايات المتحدة الأمريكية «قوائم بيلبورد»، أما الجديد فهو تصدر المغني المولّد صناعيًا «بريكينغ راست» قائمة الأغاني الأعلى استماعًا في المبيعات الرقمية عبر أغنيته «ووك ماي ووك»، متجاوزًا نجوم الأغنية الأمريكيين البشريين! بريكينغ بصوته الأجش يغني لون الكانتري المعروف، حصل على أكثر من مليوني مستمع كل شهر على سبوتيفاي، يتابعه على إنستجرام أكثر من 39 ألفًا، وأكثر من 22 ألفًا على يوتيوب، والقارئ للتعليقات على أغاني بريكينغ راست يجد آلاف التعليقات المعجبة بأغانيه وأدائه الجذاب. يا جماعة.. الأغنية تمر بتحولها التاريخي، الأغاني المولدة اصطناعيًا تتصدر، ومن يقف خلفها استطاع تحقيق دخل مليوني، وهذا الأمر تحديدًا سيفتح الباب على مصراعيه، ومقولة أن الأغنية مرتبطة بالمشاعر الإنسانية فقط غير صحيحة، بدليل أن من استمعوا للأغاني الموّلدة أحبوها، ولم يفرقوا بين الصوت البشري والصناعي، بل إن بعض المستمعين أشادوا بالإحساس العالي للصوت الاصطناعي. بعض المغنيين الأمريكيين «البشريين» طالبوا بوقف المغنيين الاصطناعيين، وهذا من باب الغيرة الفنية طبعًا، ولا أعتقد أن مطالباتهم ستجد من يستمع لها، أو يأخذها على محمل الجد، الأغنية مصدر دخل ملياري، وأنا على قناعة أن شركات ستُنشأ خصيصًا لصناعة الأغنية الاصطناعية. نجاحها وتحقيقها للأرباح، سيفتح الباب أمام توليد ممثلين سينمائيين، لا أعتقد أن الوقت سيأخذ أكثر من عامين لنشاهد فيلمًا طويلاً مولدًا اصطناعيًا، سينجح نجومه، ويصبح لهم معجبون، وسيكتب عنهم النقاد، وستدر أفلامهم الأرباح بشكل كبير، بل وأكبر من الأفلام التي تحققها الأفلام بالنجوم البشريين، لأن تكلفة الأفلام المولدة اصطناعيًا أقل بكثير. بالنسبة للعالم العربي فالأمر محسوم أيضًا طالما أنه ناجح في الغرب، وطالما أنه يحقق أرباحًا. إذا أردت معرفة التوجه التجاري فانظر إلى الأشياء الجديدة المربحة.