أحمد الحامد⁩
جولة سوشل ميديا
2025-11-19
* كلما قرأت حكاية ممتعة في السوشل ميديا قلت: ما أجمل عصر التقنية الذي نعيشه، مليء بالتطبيقات المفيدة، المليئة بالقصص الرائعة والمعلومات النافعة، أما إذا تابعت بشكل عشوائي، دون تركيز وفائدة، اتهمت السوشل ميديا بأنها تضيع أوقاتي. اليوم اخترت حكايتين مما قرأت في جولتي الأخيرة في السوشل ميديا.
* قرأت قصة (الرسالة الأخيرة من الفولغا) في حساب روائع الأدب الروسي في إكس، القصة سطر واحد من مجلدات المآسي التي تخلفها الحروب. والقصة مما كُتب عن الحرب العالمية الثانية.
(كانت الثلوج تتساقط على قرية صغيرة قرب موسكو، تكسو البيوت الخشبية بطبقة من الصمت الأبيض. في كوخٍ على أطراف الغابة، جلست ماريا قرب نافذة متشققة، تطرّز وشاحًا رماديًا بينما تنصت لصوت الريح وهي تعوي كذئبٍ جائع.
منذ شهور وهي تنتظر رسالة من فيكتور، خطيبها الذي التحق بالجيش منذ بداية الحرب. قيل إن الكتيبة التي انضم إليها أُبيدت، لكن ماريا لم تصدّق. كانت تؤمن بأن قلبها سيشعر إن مات. لكنه لم يشعر بذلك بعد.
ذات صباحٍ من كانون الثاني، وبينما كانت تجمع الحطب، تحت الشمس الباهتة. جاءت رسالة من فيكتور، ورقة مطوية بعناية. رسالة قصيرة مكتوبة بخطٍّ مُتعب:
«إلى ماريا،
إذا وصلت إليكِ هذه الرسالة، فاعلمي أنني لم أستسلم. كل ليلة أراكِ في الثلج، تبتسمين لي. إن عشتُ، سأعود إلى ضوء عينيك. وإن متّ، فابحثي عني في أول زقزقة عصفور بعد نهاية هذه العاصفة.
(فيكتور).
بعد أيام، جاء خبر رسمي من الجيش: فيكتور قُتل في معركة حاسمة قرب نهر الفولغا. حين سمعت ماريا الخبر، لم تصرخ، ولم تبكِ. فقط جلست على الأرض، تضم الرسالة إلى صدرها كما لو كانت تحمي قلبها من الخبر المؤسف.
مرت الشهور، وانتهت الحرب. وفي ربيع عام 1946، كانت ماريا تسقي أزهارها حين سمعت زقزقة عصفورٍ وحيد على غصن التفاح العاري. رفعت رأسها، والدموع في عينيها، وهَمست:
«مرحبًا، يا فيكتور».
* في صفحة طرائف أدبية منوعة على الفيس بوك قرأت هذه الحكاية الطريفة، ربما فيها نصيحة للموظفين بعدم التحدث في البيت عن ظروف وأجواء العمل. (اصطحب رجل ابنته ذات الخمس سنوات للمكتب حيث يعمل. كل الزملاء أولوها اهتمامًا، بدأت تركض بين المكاتب بين الطاولات، بين الموظفين، وكأنها تبحث عن شيء مفقود، وكل العيون عليها. وفجأة.. جلست تبكي! الجميع مهتم ويسألونها ماذا بكِ. قالت لأبيها: كنت تقول دومًا: في العمل أنا محاط بالأغبياء والمهرجين. فأين هم؟ أريد أن يلاعبوني).