بعد 909 أيام.. برشلونة يعود إلى المستقبل
تنفَّس نادي برشلونة الصعداء أخيرًا، وتخلَّص من مشاعر الإحباط الناتجة عن التأخيرات المتكررة، وانتقادات المراقبين مع عودته بعد 909 أيام إلى ملعب «كامب نو» بشكل جزئي، السبت، في مواجهة أتلتيك بلباو الدورية عقب أكثر من عامين من الإغلاق بسبب الأعمال التطويرية.
وسيُعاد افتتاح الملعب بسعة 45.401 متفرج، فيما لم يُبنَ الطابق العلوي بعد، لكنْ عند اكتمال الأعمال ستصل سعته إلى 105 آلاف متفرج، ليكون الأكبر في أوروبا بفارقٍ كبيرٍ. ومن غير المتوقَّع أن تكتمل الأعمال قبل صيف 2027، أي بعد عامٍ من الموعد المحدَّد، حين يُركَّب السقف.
ويتعيَّن على برشلونة بلوغ نسبة إشغالٍ لا تقل عن 90% من هذه السعة بحلول بداية الموسم المقبل، وفقًا لخططه، لتفادي خسارة جزءٍ من عائدات صفقة الرعاية مع «سبوتيفاي».
وبالمثل، وكما يطمح النادي في امتلاك ملعبٍ حديثٍ بمواصفاتٍ عالميةٍ، يواكب عودته إلى مصاف النخبة الأوروبية، فإن الفريق الشاب بقيادة المدرب الألماني هانزي فليك، يأمل الذهاب أبعد بكثيرٍ في الموسم الجاري بعد أن أخفق في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي إثر خسارته في نصف النهائي المثير أمام إنتر الإيطالي على الرغم من تتويجه بثلاثيةٍ محليةٍ.
وعلى أرض الملعب، تخلَّف برشلونة عن منافسيه، وفشلت رهاناتٌ مكلفةٌ على لاعبين مثل البرازيلي كوتينيو، والفرنسي عثمان ديمبيلي، ما أدى إلى تراكم ديونٍ ضخمةٍ على النادي، كما تعاقب المدربون على الفريق، وغادر الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي بعد فترةٍ وجيزةٍ من تولي جوان لابورتا رئاسة النادي في 2021.
وشكَّل ما تقدَّم أسبابًا، دفعت النادي للمضي قدمًا في مشروع إعادة بناء «كامب نو» بقيمة 1.5 مليار يورو على الرغم من الوضع المالي المتدهور.
وبفضل بروز نجومٍ شبابٍ مثل لامين يامال من أكاديمية «لا ماسيا» الشهيرة، ساعدت هذه الخطوات في الحفاظ على تنافسية برشلونة وسط أزمته الاقتصادية.
ومع الوضع المالي الحرج، عدَّ لابورتا أن تجديد الملعب أمرٌ أساسٌ، ودفع قدمًا بخطةٍ، طُرحت قبل زمنٍ بعيدٍ.
وقال لابورتا للصحافيين في وقتٍ سابقٍ من نوفمبر الجاري: «بدأ هذا المشروع قبل 15 عامًا، ولم يُنجز شيءٌ طيلة 11 عامًا. عندما تولينا المسؤولية في 2021، رأينا أنه من الضروري تنفيذه لجعل النادي قابلًا للاستمرار ماليًّا».
وستُشكِّل إعادة افتتاح الملعب أيضًا دفعةً، تُرحِّب بها خزينة النادي، وستبدأ في تعويض التضحيات التي قُدِّمت سابقًا.
وتضمَّن مشروع ميزانية برشلونة لموسم 2025ـ2026 زيادةً متوقَّعةً قدرها 51 مليون يورو في إيرادات الملعب نتيجة العودة المبكرة إلى «كامب نو»، وقد كان ذلك قبل أن يُجبر النادي بشكلٍ محرجٍ على خوض مباراتين في ملعب التدريب «يوهان كرويف» الذي يتَّسع لستة آلاف متفرجٍ فقط، في الأسابيع الأولى من الموسم بعد فشله في الحصول على التصاريح اللازمة لاستخدام «كامب نو» لأسبابٍ تتعلَّق بالسلامة.
وتعدُّ أسعار التذاكر المطروحة للبيع العام للمباراة الأولى في الدوري الإسباني أمام أتلتيك بلباو مرتفعةً، لكنَّ لابورتا، وتأكيدًا على أهمية المناسبة، قال في تصريحاتٍ لإذاعة «راك 1»: «هذه عودةٌ إلى المستقبل».
وقد شكَّل الملعب الأولمبي على تلة مونتجويك في المدينة مقرًّا مؤقتًا مقبولًا لبرشلونة، لكنْ ولابتعاد الجماهير عن أرضية الملعب بسبب مضمار الجري، لم يكن يتمتع بأجواءٍ حماسيةٍ.
وسيكون الملعب مرشحًا لاستضافة نهائي بطولة كأس العالم 2030، التي ستُجرى في إسبانيا والبرتغال والمغرب.
يذكر ان آخر مباراةٍ خاضها برشلونة في الملعب، كانت في 28 مايو 2023 عندما كسب مايوركا 3ـ0 في نهاية الأسبوع قبل الأخير من موسم الدوري الذي شهد تتويجه باللقب.