أحمد الحامد⁩
سطور في ماضي العمر
2025-11-20
* لم أبلغ العشرين ودون سبب أشرت للبائع نحو مجموعة من علب السجائر كانت خلفه وقلت: أعطني علبة. قال: أي واحدة؟ لم أنتبه أن للمدخنين نوع واحد لا يستبدلونه، ولكي لا أبدو غشيمًا، قرأت اسم إحدى العلب إشارة للنوع الذي أريده. كانت تلك اللحظات هي البداية لما يقرب الثلاثين عامًا من التدخين، ولا داعي لذكر الأضرار المعروفة.
* في الوقت الذي كان يتوجب علي الضغط على نفسي لأتعلم الإنجليزية بشكل مكثف وعميق، كنت ألعب كرة القدم باستمرار، والكيرم، وأتجول كثيرًا مع الأصدقاء بين معالم المدينة التي كنا نجهلها، عابرين دون اهتمام بمبانٍ ومواقع يأتي لها السياح من آخر العالم. إلى غاية اليوم وبعد 34 عامًا ما زلت أعاني من ضعف لغتي الإنجليزية، وأهرب من كل محادثة جادة باللغة الإنجليزية، وأتحسر على الكتب الانجليزية التي أشاهدها على الأرفف. بالمناسبة.. عالم الكتب باللغة الإنجليزية متنوع وواسع وشاسع، ولا يشبه أبدًا عالم ما تُرجم من الإنجليزية للعربية، لأنه عالم محدود وصغير.
* عندي رغبة قديمة، أعتقد أنها أكبر من رغبة، ربما حب للعيش في مزرعة صغيرة، أصممها بطريقتي، أبني فيها أستوديو صوت صغير دافئ، مفتوح على مكتبة فيها كل الكتب التي أجلت قراءتها منذ زمن. في المزرعة يوجد خيل، الحيوان الذي طالما أملت نفسي بصداقته، أجلت البدء بتأسيس ما أحب لسنوات، والمزرعة بطبيعتها تأخذ وقتًا لتأسيسها لاعتبارات مالية. لم أفعل ذلك إلى الآن.
* ما كتبته ليس جلدًا للذات، إنمًا تأسفًا، لأني لم أتصرف بالصورة الصحيحة عندما اتجهت عكس الاتجاهات الصحيحة، ربما يمر أحد القراء بما كتبت فيتصرف بصورة أفضل، يقسو على نفسه فيعيش بصورة صحية، ويتعلم ما ينفعه في حياته، ويعيش بالصورة التي يفضلها لنفسه، وليس بالتي وجد نفسه عليها.
* سومرست موم: «الكثرة لا تحول الخطأ إلى صواب، فإذا ردد خمسون مليون شخص قولًا سخيفًا، يبقى قولًا سخيفًا».