أحمد الحامد⁩
كلام ويكند
2025-11-21
* أقدم نفسي في برنامج الإذاعة وعلى سبيل المزاح بأني طبيب نفسي، أو بروفيسور علم اجتماع، أو عالم لغة، أو أي تخصص آخر. هذه المرة اسمحوا لي أن أعرفكم على نفسي: عالم حالات إنسانية. وأنا الوحيد المختص. أقول للذين يستخدمون «التيك توك والإنستجرام وإكس» بكثرة تخلصوا مما تفعلون فورًا، لأن ذلك يؤثر على صحتكم العقلية والنفسية تأثيرًا مباشرًا ولحظيًا، لأن العقل - وأتحدث كعالم - يتأثر بما يشاهد ويقرأ، ولأنك تشاهد فيديوهات غير مترابطة، وتقرأ سطورًا متشعبة المواضيع، فما الذي شاهده أو قرأه عقلك بالضبط؟ لقد سكبت فيه عشرات المشاهد والمواضيع دفعة واحدة، وهذا الفعل يربكه، ولا يجعل التفكير مستقرًا، وإذا لم يستقر التفكير اعتلت النفس. هل ما قلته علمي ومثبت؟ لا.. ليس علميًا، لكن العرب قالت: اسأل مجربًا ولا تسأل حكيمًا!.
* يحزنني بعض الأشخاص الذين يبذلون جهدًا ويخسرون المال من أجل بناء سمعة حميدة، دون أن تكون هذه هي صفاتهم الحقيقية، لأنهم يؤدون أدورًا مؤقتة سرعان ما يتخلون عنها عندما يوضعون في مواقف تُمتحن فيها حقيقتهم. من الرائع أن يحسّن الإنسان من نفسه ويطورها، شرط أن يكون ذلك بنية مخلصة، ومن أجل الخير، لا من أجل غايات ومصالح مؤقتة.
* لا أعرف المرحلة التي أعيشها، في الوقت الذي يتجه فيه الناس نحو الأماكن المزدحمة صرت أتجه نحو المكان المنزوي الهادئ، لم أعد أتحمل الأماكن التي يجتمع فيها الناس بكثرة، حتى اجتماعات العمل الطويلة أشعر بأن أكثر وقتها بلا معنى، لست متأكدًا إن كان ذلك من عوامل التقدم في العمر، أو نتيجة الملل من تكرار نفس الروتين، المشكلة أن لا رغبة عندي للقراءات الطويلة، ولا قدرة على مشاهدة الأفلام، أفكر كثيرًا وأقف طويلًا أمام أشياء لا أستطيع تغييرها. لحظة.. ألم أقل في البداية بأني طبيب نفسي؟ بالمناسبة.. إذا مرض الطبيب النفسي بمرض نفسي.. هل يعالج نفسه بنفسه أم يذهب لطبيب نفسي آخر؟.