دانيلو.. قلد ألفيس واعتلى العرش مرتين

القاهرة ـ أحمد مختار 2025.12.01 | 02:15 pm

في شوارع بيكاس الترابية، يولد كل طفل والكرة تحت قدمه، على غرار صبي طويل جدًا لعمره يُدعى دانيلو لويس دا سيلفا.
طوله وقوته البدنية جعلت مدربيه الأوائل في أكاديمية توبينامباس يضعونه قلب دفاع صريحًا منذ 2004.
دانيلو المولود في 15 يوليو 1991، ينام والتلفزيون مفتوح على داني ألفيس يجري على الخط، فيقوم من النوم ويربط الحذاء الأيمن أقوى من الأيسر، ويقول للمرآة: «أريد أن ألعب مثله». من يومها، ترك مركز قلب الدفاع للآخرين، وصارت الجهة اليمنى بيته، ولم يعد ينظر للخلف أبدًا.
انتقل إلى قطاع الشباب في أمريكا مينيرو «2006-2009»، ثم صعد للفريق الأول 2009، وبعد عام واحد فقط خطف الأنظار إلى درجة أن سانتوس، النادي الذي أنجب بيليه ونيمار، ضمه في 2010.
هناك بدأت الألقاب، باوليستا 2011، ثم كوبا ليبرتادوريس 2011 مع جيل نيمار وجانسو الذهبي.
القارة الأوروبية لم تتأخر، في صيف 2011، دفع بورتو البرتغالي 13 مليون يورو ليحصل على الجوهرة البرازيلية.
في ملعب الدراجاو، أثبت دانيلو أنه لاعب متعدد المهام، 11 هدفًا في 91 مباراة، ولقبان للدوري البرتغالي 2012 و2013 تحت قيادة فيتور بيريرا.
ثم ناداه صوت البرنابيو عام 2015 بـ31 مليون يورو، حلم الطفل تحقق… لكن الحلم كان قاسيًا، كارفاخال أمامه، الصحافة خلفه، مقعد البدلاء تحته.
رفع دوري الأبطال مرتين و«الليجا» مرة، إلا أنها بلا طعم ولا رائحة بالنسبة له، حتى جوارديولا شعر به، فطرق الباب صيف 2017 وأخذه إلى مانشستر سيتي بـ26.5 مليون.
هناك فقط تنفّس دانيلو، لعب في كل مكان، فاز بكل شيء محلي «بريميرليج مرتين، كأس الاتحاد، كأسان للرابطة»، تزوّج من حبيبته كلاريسي، ورُزق بميجويل لويس… عاش حياة كاملة في عامين.
في صيف 2019، صفقة تبادلية مزدوجة هزت السوق، دانيلو إلى يوفنتوس، وجواو كانسيلو «الذي يلعب الآن للهلال» إلى السيتي، مع فارق مالي.
في تورينو، قضى دانيلو أطول فترة في نادٍ واحد «6 مواسم»، لعب 156 مباراة، سجّل 8 أهداف، ورفع الكالتشيو 2020 «بجانب كريستيانو رونالدو»، كأس إيطاليا مرتين «2021 و2024»، والسوبر الإيطالي 2020.
بعد 14 عامًا في أوروبا، شعر دانيلو أن الدائرة يجب أن تُغلق حيث بدأت.
في يناير الماضي، عاد إلى البرازيل ووقّع لفلامنجو في سن الـ34، وكأن الحظ يبتسم له، فقد سجّل الأحد هدف الفوز في نهائي كوبا ليبرتادوريس أمام بالميراس، ليرفع الكأس القارية نفسها التي رفعها للمرة الأولى مع سانتوس قبل 14 عامًا بالضبط.
من قلب دفاع في أكاديمية صغيرة في بيكاس، إلى ظهير أيمن توّج بليبرتادوريس مرتين بفارق 14 عامًا.
قصة دانيلو لويس دا سيلفا، تقول باختصار: «البرازيلي يعيش… طالما بقيت الكرة تدور».