* اخترت بعض رسائل الواتساب أرسلها لي الأصدقاء، بعض الرسائل تشبه أصحابها، تمثل وعيهم، وبعضها عشوائية تشبه ظروف مرسلها.
* رساله أرسلها صديق يكتب كثيرًا في المساحة المخصصة بالتعريف بصاحب الحساب، مرة يصف نفسه بمحب الحكمة، ومرة كتب ينصح بالسفر والالتقاء بالناس، ومرة كان يشيد بالعزلة، رسائله عبر الواتساب قليلة لكنها ممتعة، أرسل رسالة نقلها من منصة أو من حساب أحد الأشخاص، قرأتها منذ أيام ولم تغادرني «في رواية زوربا الشهيرة توجد لفتة إنسانية غاية بالأهمية. عندما يلاحظ بطل الرواية زوربا عمته العجوز تظفر جدائلها وتضع مساحيق التجميل، وتقف على شرفة البيت.. فيسألها مستغربًا جنونها بهذا السن؟ فتجيبه: بأن الشباب يقفون ويتغزلون بي، ومنهم من يرقص لي، ومنهم من يغني ويقرأ الشعر. فيجيبها زوربا: أيتها المجنونة إنهم يتغزلون بجوسلين الشابة الحسناء التي تسكن بالطابق تحتك مباشرة… بهذه اللحظة يسقط المشط من يدها وتمرض مرضًا شديدًا، وترسل بعدها بطلب زوربا لتقول له: عليك اللعنة يا زوربا لقد قتلتني.. لتموت بعدها فعلًا. يقول زوربا إنه كان أغبى عمل يقوم به في حياته. الشاهد من القصة أن لا نقتل الأمل من قلب الآملين».
* يتميز أحد الأصدقاء بهدوء أصيل، لا أعرف كيف يتمالك نفسه دائمًا ليبقى هادئًا، قلت له مرة مازحًا أن هدوءه الدائم دليل على فقدان جسده للأدرينالين، فأجابني بابتسامة ثم قال: وما الفائدة من هدوء تنقصه الحكمة! لم أتفق معه فيما اعتقده عن نفسه، يكفي أنه يعيش حياته بأسلوبه الذي لم يضّر فيه أحدًا. يحب صاحبي كتب التراث كثيرًا، يختار منها ما يشجع على حسن الأخلاق وكرامة النفس، إليكم آخر رسالة واتساب أرسلها لي «تقول العرب في أمثالها أصدَقُ مِن قطاةٍ»!
ولهذا المثل قصة خيالية، ولكنها جميلة وبها عبرة:
حُكِيَ: أنَّ قَطاةً «هي نوعٌ من الطيور البريّة تُشبِه الحمامة» تنازَعتْ معَ غُرابٍ في حُفرةٍ يَجتمعُ فيها الماءُ، وادَّعى كلُّ واحدٍ منهما أنَّها مِلكُه، فتحاكَما إلى قاضي الطَّيرِ، فطلبَ بيِّنةً، فلَم يكن لِأحدِهما بيِّنةً يُقيمها، فَحكَم القاضي للقطاةِ بالحفرة، فلَمَّا رأتهُ قضى لَها بِها مِن غير بيِّنةٍ، والحالُ أنَّ الحفرةَ كانَت للغُراب، قالَت: أيُّها القاضي! ما الَّذي دعاكَ لِأَن حكمتَ لي وليسَ لي بيِّنة؟ ومَا الَّذي آثرتَ بهِ دَعوتي على دعوةِ الغُراب؟
فقال لها: قَد اشتُهِر عنكِ الصِّدقُ بينَ النَّاس حتَّى ضَربوا بصدقِك المَثلَ، فقالوا: أصدَقُ مِن قطاةٍ! فقالت له: إذا كانَ الأمرُ على ما ذكرتَ، فَوالله إنَّ الحفرةَ للغرابِ، وما أنا مِمَّن يَشتهِرُ عنهُ خُلَّة جَميلة ويَفعلُ خِلافَها. فقال لها: وما حَملَكِ على هذِه الدَّعوى الباطِلة؟ فقالت: ثورةُ الغَضبِ لِكونِه مَنعَني مِن وُرودها، ولكِنَّ الرُّجوعَ إلى الحَقِّ أولى مِن التَّمادي في البَاطِل، ولَأَن تَبقى لِي هذهِ الشُّهرة خَيرٌ لي مِن ألفِ حُفرة».
* وصلتني رسالة من أحد الأصدقاء القدامى، ميزة الصديق أنه بعيد جدًا عن الأضواء الاجتماعية غير الواجبة، يحضر الضروري منها، لكنه موجود عبر رسائل الواتساب بشكل يومي، فلا تشعر بغيابة وإن لم تلتقيه منذ شهور. آخر رسائله كانت عذا التساؤل «خير البر عاجله ولاّ خير الأمور أوسطها ولاّ كل تأخيره فيها خيره؟».
* رساله أرسلها صديق يكتب كثيرًا في المساحة المخصصة بالتعريف بصاحب الحساب، مرة يصف نفسه بمحب الحكمة، ومرة كتب ينصح بالسفر والالتقاء بالناس، ومرة كان يشيد بالعزلة، رسائله عبر الواتساب قليلة لكنها ممتعة، أرسل رسالة نقلها من منصة أو من حساب أحد الأشخاص، قرأتها منذ أيام ولم تغادرني «في رواية زوربا الشهيرة توجد لفتة إنسانية غاية بالأهمية. عندما يلاحظ بطل الرواية زوربا عمته العجوز تظفر جدائلها وتضع مساحيق التجميل، وتقف على شرفة البيت.. فيسألها مستغربًا جنونها بهذا السن؟ فتجيبه: بأن الشباب يقفون ويتغزلون بي، ومنهم من يرقص لي، ومنهم من يغني ويقرأ الشعر. فيجيبها زوربا: أيتها المجنونة إنهم يتغزلون بجوسلين الشابة الحسناء التي تسكن بالطابق تحتك مباشرة… بهذه اللحظة يسقط المشط من يدها وتمرض مرضًا شديدًا، وترسل بعدها بطلب زوربا لتقول له: عليك اللعنة يا زوربا لقد قتلتني.. لتموت بعدها فعلًا. يقول زوربا إنه كان أغبى عمل يقوم به في حياته. الشاهد من القصة أن لا نقتل الأمل من قلب الآملين».
* يتميز أحد الأصدقاء بهدوء أصيل، لا أعرف كيف يتمالك نفسه دائمًا ليبقى هادئًا، قلت له مرة مازحًا أن هدوءه الدائم دليل على فقدان جسده للأدرينالين، فأجابني بابتسامة ثم قال: وما الفائدة من هدوء تنقصه الحكمة! لم أتفق معه فيما اعتقده عن نفسه، يكفي أنه يعيش حياته بأسلوبه الذي لم يضّر فيه أحدًا. يحب صاحبي كتب التراث كثيرًا، يختار منها ما يشجع على حسن الأخلاق وكرامة النفس، إليكم آخر رسالة واتساب أرسلها لي «تقول العرب في أمثالها أصدَقُ مِن قطاةٍ»!
ولهذا المثل قصة خيالية، ولكنها جميلة وبها عبرة:
حُكِيَ: أنَّ قَطاةً «هي نوعٌ من الطيور البريّة تُشبِه الحمامة» تنازَعتْ معَ غُرابٍ في حُفرةٍ يَجتمعُ فيها الماءُ، وادَّعى كلُّ واحدٍ منهما أنَّها مِلكُه، فتحاكَما إلى قاضي الطَّيرِ، فطلبَ بيِّنةً، فلَم يكن لِأحدِهما بيِّنةً يُقيمها، فَحكَم القاضي للقطاةِ بالحفرة، فلَمَّا رأتهُ قضى لَها بِها مِن غير بيِّنةٍ، والحالُ أنَّ الحفرةَ كانَت للغُراب، قالَت: أيُّها القاضي! ما الَّذي دعاكَ لِأَن حكمتَ لي وليسَ لي بيِّنة؟ ومَا الَّذي آثرتَ بهِ دَعوتي على دعوةِ الغُراب؟
فقال لها: قَد اشتُهِر عنكِ الصِّدقُ بينَ النَّاس حتَّى ضَربوا بصدقِك المَثلَ، فقالوا: أصدَقُ مِن قطاةٍ! فقالت له: إذا كانَ الأمرُ على ما ذكرتَ، فَوالله إنَّ الحفرةَ للغرابِ، وما أنا مِمَّن يَشتهِرُ عنهُ خُلَّة جَميلة ويَفعلُ خِلافَها. فقال لها: وما حَملَكِ على هذِه الدَّعوى الباطِلة؟ فقالت: ثورةُ الغَضبِ لِكونِه مَنعَني مِن وُرودها، ولكِنَّ الرُّجوعَ إلى الحَقِّ أولى مِن التَّمادي في البَاطِل، ولَأَن تَبقى لِي هذهِ الشُّهرة خَيرٌ لي مِن ألفِ حُفرة».
* وصلتني رسالة من أحد الأصدقاء القدامى، ميزة الصديق أنه بعيد جدًا عن الأضواء الاجتماعية غير الواجبة، يحضر الضروري منها، لكنه موجود عبر رسائل الواتساب بشكل يومي، فلا تشعر بغيابة وإن لم تلتقيه منذ شهور. آخر رسائله كانت عذا التساؤل «خير البر عاجله ولاّ خير الأمور أوسطها ولاّ كل تأخيره فيها خيره؟».