يحملُ حقيبته المليئة بأوراقه، وأقلامه، وجهازه اللوحي، ويجلس على كرسي طاولته الخشبية في مقهاه الصغير وسط الحي. يُدير هاتفه الذكي بين المواقع، والصور، والمقاطع المرئية، ويدوّن ملاحظاته، ويكتب ما يؤمن به. كُل ذلك بالنهار، وفي اللّيل ساعات أخرى. مع حلول المساء يُشاهد مباريات كُرة القدم، ويسجّل تفاعلاته على منصّات الشبكات الاجتماعية، ويحصد التأثير. في المنتصف من اللّيل يظهر على شاشة محطّة فضائية، ويقول ما يختزله عقله، فتموج الردود عليه في الفضاء الإلكتروني، ويتداول الجميع مقاطعه، وتُفتح المجالس على آرائه، ولا يكون الهدوء إلاّ مع ساعات الصباح الأولى. في المقهى الذي اعتاد زيارته، يكون بجانب طاولته أحيانًا كاتب آخر، يهتم بالتحولّ الطارئ في المجتمع، يكتب عن تأثير سعر الفائدة على القروض البنكية، ونمو طبقة الموظفين على حساب العُمّال، وغياب الانضباط الحاصل في شبكة الطرق. بين الاثنين، كتلة ضخمة جداَ من الجماهير تميل لصاحب الحقيبة الإعلامية.
الواقع أن الصحافي السعودي قوّة لا يمكن تجاوزها، وتأثيراته تمتد إلى الاجتماعي والاقتصادي، ولا أحد يأخذ منه شيئًا لا يُريده هو، وإن تماشى في ظروف معيّنة مع السائد. والواجب، ألّا يُترك وحده دون اعتبار، فالأمور التي كانت هادئة بالأمس قد لا تكون كذلك بعد حين. والمطلوب، من الصحافي ألاّ يتوهم الضخامة، وألاّ يركض وسط مضماره بمفرده، وألاّ يجرّ معه كتلته التي تُشجّعه إلى مناطق ضباب، وألّا يرتهن على الإطلاق إلى ميزان القوّة الشعبية، فالخطوط التي يظنّ أن رسمها لنفسه، وأصبحت مفتوحة للمسير غير المنقطع، قد تُغلق فجأة بسبب حساب خاطئ منه هو.
وليعلم الإعلامي أن ترويج القرب من صناعة القرار، سيضع منه وعاءً متسعًا للكلام المُرسل، وطريقًا وعرًا لا أمان له، وانكشافًا لا استقامة بعده.
لقد حظي الإعلام الرياضي السعودي بمساحة تقدير لفترات زمنية طويلة، وكان له موضعه الذي لا يُنافسه فيه أحد، دون أن يكون هناك نسيان لفترة تم وضعه فيها على الجانب. وهذه مرحلة من المؤمّل ألاّ تعود. إن الصحافي الذي يُفكّر بذكاء، سيبقى في الدائرة، وحين الخروج منها سيحتل رأس المُثلث.
الواقع أن الصحافي السعودي قوّة لا يمكن تجاوزها، وتأثيراته تمتد إلى الاجتماعي والاقتصادي، ولا أحد يأخذ منه شيئًا لا يُريده هو، وإن تماشى في ظروف معيّنة مع السائد. والواجب، ألّا يُترك وحده دون اعتبار، فالأمور التي كانت هادئة بالأمس قد لا تكون كذلك بعد حين. والمطلوب، من الصحافي ألاّ يتوهم الضخامة، وألاّ يركض وسط مضماره بمفرده، وألاّ يجرّ معه كتلته التي تُشجّعه إلى مناطق ضباب، وألّا يرتهن على الإطلاق إلى ميزان القوّة الشعبية، فالخطوط التي يظنّ أن رسمها لنفسه، وأصبحت مفتوحة للمسير غير المنقطع، قد تُغلق فجأة بسبب حساب خاطئ منه هو.
وليعلم الإعلامي أن ترويج القرب من صناعة القرار، سيضع منه وعاءً متسعًا للكلام المُرسل، وطريقًا وعرًا لا أمان له، وانكشافًا لا استقامة بعده.
لقد حظي الإعلام الرياضي السعودي بمساحة تقدير لفترات زمنية طويلة، وكان له موضعه الذي لا يُنافسه فيه أحد، دون أن يكون هناك نسيان لفترة تم وضعه فيها على الجانب. وهذه مرحلة من المؤمّل ألاّ تعود. إن الصحافي الذي يُفكّر بذكاء، سيبقى في الدائرة، وحين الخروج منها سيحتل رأس المُثلث.