أحمد الحامد⁩
كأس العالم 2026.. تطوير أم تغيير؟
2025-12-04
تقام اليوم في واشنطن قرعة نهائيات كأس العالم 2026، البطولة التي ستحتضن 48 منتخبًا لأول مرة أمام امتحان صعب، ومجازفة إقامتها في 3 بلدان. قسمت المنتخبات إلى 12 مجموعة، وفي كل مجموعة 4 منتخبات، بواقع 104 مباريات بدلًا من 64 مباراة كما في البطولة السابقة، هذه المرة سيضم الدور الثاني 32 منتخبًا بدلًا من 16.
وعلى المنتخب الذي يطمح للوصول إلى النهائي أن يلعب 8 مباريات، أي بزيادة مباراة واحدة عن البطولة السابقة. دارت أقاويل كثيرة عن البطولة بسبب ضمها 48 فريقًا، هناك من يرى أنها ستكون ممتعة لأن عدد المباريات أكثر، وهناك من يرى أن ذلك على حساب المستوى، لأن زيادة المنتخبات يعني وجود منتخبات أضعف، بل إن العدد «48» أخرَج مفهوم كأس العالم من مضمونه، لأن كأس العالم يعني النخبة، ولا يعني تجمعًا كرويًّا.
البطولة أمام مجازفة إقامتها في 3 بلدان، تجربة كأس العالم في اليابان وكوريا لم تكن التجربة الجيدة حسب الكثير من الآراء حينها، سيتطلب على المنتخبات الفائزة التنقل، بالإضافة لجماهيرهم.
من جانب تجاري تُعتبر البطولة ناجحة تجاريًّا بصورة مبدئية، فالملاعب والطرق والفنادق جاهزة في البلدان الـ 3، لكن جماهير المنتخبات المتأهلة إلى الأدوار ستدفع أكثر إذا تنقلت بين البلدان، و«فيفا» على موعد لحصاد أكبر مبلغ مالي من حقوق البث والرعاية، لكن الجماهير في نفس الوقت سيحصلون على قصص كروية أكثر.
بالنسبة لي لم أفضّل فكرة الـ 48 منتخبًا، كنت ومازلت أرى أنَّ كأس العالم بطولة المنتخبات الأفضل فقط، وهذا ما ضمن لنا مستوًى مرتفعًا بشكل مستمر، ومتعة في جميع المباريات، لكن الأمور لا تجري كما ينظر لها بعض الجمهور من زاوية فنية، كرة القدم أصبحت مشروعًا تجاريًّا ومصدرًا ماليًّا يحقق ما تحققه كبرى الشركات العالمية. ربما أكون مخطئًا في حكمي المسبق، من أن البطولة لن تضمن لنا ما عرفناه من مستوى في مباريات كأس العالم، ويتوجب عليَّ الانتظار لمشاهدة البطولة ومعرفة النتائج.