أحمد الحامد⁩
«يا من شراله!»
2025-12-10
عندما بدؤوا في صناعة الروبوتات قالوا إنها لمساعدة الإنسان، روبوت يحمل الحقائب، وآخر يجز العشب، وروبوت يعد البيتزا في المطاعم، كل الروبوتات كانت لمساعدة البشر، ولجعل حياتهم أسهل حسب صنّاع الروبوتات. أتذكر عندما قرأت أن أعداد الروبوت ستفوق عدد البشر العام 2050، حينها تساءلت: وما الداعي لمليارات الروبوتات؟ اتضحت لي الإجابة عندما قرأت مؤخرًا عن روبوت جديد اسمه «H2» طوله 6 أقدام، مرونته تشبه مرونة البشر، لكنه أقوى من البشر لأنه من فولاذ وحديد، لكماته قوية، ويستخدم قدمه لتوجيه الركلات مثل لاعب الكراتية، لا يتعب، ولا يتألم، هذا الروبوت ليس مخصصًا لخدمة الإنسان والعمل على راحته، بل مخصص للقتال! الآن فهمت لماذا قيل إن عدد الروبوتات في العام 2050 سيبلغ حوالي 15 مليار روبوت. بهذا الشكل سيشتري كل مقتدر في المستقبل روبوتات مقاتلة، ربما يضعها حراسًا لبيته، أو يهدد فيها الآخرين: شوف.. والله إن ما عقلت أرسلت لك الروبوت يجلدك جلد! قد يبدو ما أقوله غير واقعي الآن، لكن لا تنسوا الكثير مما هو واقع اليوم كان قبل سنوات مجرد خيال! لا أعرف إن كنت سأبقى في العام 2050 حيًا لأشاهد الروبوتات وقد أصبح عددها أكثر من البشر، ترى هل سيتم التعامل معها كما يتم التعامل مع البشر؟، هل سيكون لكل روبوت اسمًا وهوية؟ هل ستصعد معنا المواصلات العامة؟ هل ستقف معنا في الطابور؟ هل ستتصرف من تلقاء نفسها أم هناك من سيتحكم بها من بعد؟ ما قرأته عن خطورة التقنية المتطورة من ذكاء اصطناعي وروبوتات يكمن في فقدان السيطرة عليها، عندما تقرر الروبوتات استخدام قوتها ضد البشر، وعندما يتيح الذكاء الاصطناعي فائق الذكاء العلم للأشرار، حينها سيتحقق المثل الشعبي: «يا من شراله من حلاله علّة!».
* ستيف هوكينج: الذكاء الاصطناعي قد يكون أفضل أو أسوأ شيء يحدث للبشرية.