صالح الطريقي
يدافعون عن الأخطاء دون خجل
2025-12-10
ثمة قرارات من المفترض ألا يكون حولها جدل في صوابها، أو خطئها، لوضوحها الذي يجعلك تعتقد أن الجميع سيتفق عليها.
كقرار ذهاب مدرب المنتخب السعودي «هيرفي رينارد» لحضور قرعة كأس العالم، بينما المنتخب مشارك بمسابقة «كأس العرب»، ولديه مباراة مع منتخب جزر القمر يوم القرعة، فتم التضحية بالمنتخب والمباراة، ليسافر المدرب مع رئيس اتحاد الكرة «ياسر المسحل» لحضور القرعة.
وكان ذهاب المدرب اختياريًّا، فـ«فيفا» لا يشترط من يحضر ومن لا يحضر، يرسل الدعوات للاتحادات الوطنية المشاركة، وهم من يختار من يمثلهم.
هذا الخطأ الواضح، أو تخلي مدرب عن فريقه يوم المباراة، من المفترض ألا نتجادل حوله، فكل شيء يثبت خطأه بشهادة اتحاد الكرة.
فهو يقول ـ أي اتحاد الكرة ـ هدفي أن يصبح الدوري لدي من أفضل 5 دوريات بالعالم، ثم يوقف الدوري من أجل بطولة «كأس العرب».
بمعنى أن هذه البطولة هدف أهم، لهذا أوقف الدوري ليشارك، ثم تفاجأ أن القرعة أصبحت أهم من البطولة، لهذا ضحوا بالبطولة فترك المدرب المنتخب، ليحضر القرعة، لماذا؟
«المسحل» يجيبنا بتصريح له من أمريكا على هذا السؤال، إذ أكد «طلبني رئيس «فيفا» أن يتواجد «هيرفي» شخصيًّا».
هل يعقل أن تضحي بأهدافك، لتحقق رغبة فرد وإن كان رئيس «فيفا»، الذي أظنه سيستفهم ويتقبل الاعتذار، إن قيل له لدى منتخبنا مباراة مهمة في نفس يوم القرعة، ولا يستطيع ترك المنتخب.
هذا الخطأ الذي لا يحتمل الجدل، بل لا يقبله لوضحه، خرج صحفيون والذي يمكن تسميتهم «الصحفيون المرافقون»، ليدافعوا عنه بطريقة غبية، وأن المنتخب فاز، وطالما فاز فالقرار أصبح صوابًا، ويمكن في المستقبل التضحية بالمباريات، لحضور قرعة.
البعض الآخر لم يتبع فلسفة الدفاع، بل هاجم من انتقد هذا القرار الخاطئ، فنطحهم برأيه «نقدكم للمدرب، هدفه الهجوم على المسحل، بطلوا شخصنة، ولم يناقش القرار».
المحبط أن هناك من يصدقهم، فلم يتفق الجميع على أن يقولوا لمن يبرر الأخطاء:
عيب.