أمم إفريقيا.. رينارد يهدي الكأس إلى ضحايا الطائرة

الفرنسي هيرفي رينارد يحتفل بلقب أمم إفريقيا مع زامبيا (أرشيفية)
نيقوسيا ـ الفرنسية 2025.12.15 | 03:05 pm

غاب منتخب مصر الأول لكرة القدم بعد تتويجه ثلاث مرات تواليًا عن كأس أمم إفريقيا، فأحرزت زامبيا لقبها الأوّل 2012 في الجابون وغينيا الاستوائية، بقيادة المدرب الفرنسي «الثعلب» هيرفي رينارد على حساب كوت ديفوار بركلات ترجيح ماراثونية.
وقدّمت زامبيا من خلال تتويجها باللقب أفضل هدية لضحايا تحطّم الطائرة، البالغ عددهم 30 شخصًا والتي كانت تقلّ المنتخب إلى السنغال، لخوض مباراة في تصفيات الكأس القارية عام 1993.
وللمصادفة، عادت زامبيا إلى العاصمة الجابونية للمرّة الأولى منذ تحطّم طائرتها العسكرية على أحد الشواطئ بالقرب من العاصمة ليبرفيل، وزار اللاعبون مكان تحطّمها لدى وصولهم إليها من غينيا الاستوائية حيث خاضوا مباريات الأدوار «الأول وربع ونصف النهائي».
على ملعب الصداقة الصينية الجابونية في ليبرفيل، حسمت زامبيا النهائي على حساب «الفيلة» 8ـ7 بركلات الترجيح بعد تعادل سلبي، فكانت الثالثة ثابتة له بعد أن خسرت مباراتين نهائيتين عامي 1974 في مصر أمام زائير «الكونغو الديمقراطية حاليًا» 0ـ2 في المباراة النهائية المعادة «تعادلا في الأولى 2ـ2»، وعام 1994 أمام نيجيريا 1ـ2 في تونس.
وبات رينارد رابع مدرب فرنسي ينجح في التتويج باللقب، بعد كلود لوروا وبيار لوشانتر «كلاهما مع الكاميرون» وروجيه لومير «تونس».
وفجّرت زامبيا ثالث مفاجأة في هذه النسخة بعدما تغلّبت على 3 منتخبات كانت مرشحة للقب: السنغال 2ـ1 في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، ثم غانا 1ـ0 في ربع النهائي، وكوت ديفوار في المباراة النهائية.
في المقابل، فشلت كوت ديفوار في التتويج بلقبها القاري الثاني في ثالث مباراة نهائية لها بعدما أحرزت اللقب عام 1992 في السنغال على حساب غانا 11ـ10 بركلات ترجيح ماراثونية «24 ركلة»، والثانية عام 2006 عندما خسرت أمام مصر بركلات الترجيح أيضًا.
أما الجيل الذهبي للفيلة، فأهدر فرصة ذهبية لمعانقة اللقب خاصة ديدييه دروجبا «33 عامًا» وحارس المرمى بوبكر باري «32 عامًا» وديدييه زوكورا «31 عامًا» وحبيب كولو توريه «30 عامًا»، وفشل في فكّ العقدة التي لازمته في النسخ الثلاث الأخيرة حيث خسر المباراة النهائية عام 2006، وخرج من نصف النهائي عام 2008 في غانا على يد مصر 1ـ4، ومن الدور ربع النهائي في نسخة أنجولا 2010.



نتائج متوازنة
وحرمت زامبيا المنتخب العاجي من الفوز السادس تواليًا في البطولة وتكرار إنجاز عام 1992 عندما نالت اللقب دون أن تهزم أو تهتز شباكها.
وأهدر القائد دروجبا فرصة حسم المباراة في وقتها الأصلي عندما أضاع ركلة جزاء في الدقيقة 70. واستمرت الإثارة في ركلات الترجيح وأهدر حبيب كولو توريه وجرفينيو لكوت ديفوار، فيما أهدر رينفورد كالابا لزامبيا التي تدين بلقبها إلى ستوبيلا سونزو الذي سجّل الركلة الترجيحية الأخيرة.
ولم تكن زامبيا مرشّحة لاعتلاء منصّة التتويج لكن نتائجها المتوازنة في الدور الأوّل «فازت على السنغال 2ـ1 وتعادلت مع ليبيا 2ـ2 ثم تغلّبت على غينيا الاستوائية 1ـ0» عزّزت من حظوظها للابتعاد أكثر خصوصًا أنها واجهت السودان في ربع النهائي «3-0»، بيد أن تخطيها غانا في نصف النهائي «1ـ0» فتح الباب على مصراعيه أمامها وكانت المفاجأة بفوزها على كوت ديفوار.
وغابت عن هذه الدورة مصر حاملة اللقب في النسخ الثلاث السابقة وصاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز به «7».



الأعوام الفردية



اتخذ قرار سحب التنظيم من ليبيا في سبتمبر 2011، وفي أجل قصير كانت جنوب إفريقيا الدولة الوحيدة في القارة القادرة على استضافتها.
وكانت نسخة جنوب إفريقيا الأولى التي تلعب في الأعوام الفردية منذ عام 1965.
ونُظّمت البطولة بعد عام واحد على النسخة الـ28 في الجابون وغينيا الاستوائية، وذلك بعدما قرّر الاتحاد الإفريقي تغيير موعد إقامتها في الأعوام الزوجية، حتى لا يتضارب مع البطولات الكبرى وخاصة كأس العالم وكأس أوروبا.
وعانقت نيجيريا اللقب القاري للمرّة الأولى منذ عام 1994 والثالث في تاريخها بعد عام 1980، بفوزها على بوركينا فاسو مفاجأة النسخة التاسعة والعشرين 1ـ0 في المباراة النهائية.
وعادل المدرب ستيفن كيشي الذي حمل شارة قائد منتخب نيجيريا خلال فوز «النسور الممتازة» في نهائي 1994 على حساب زامبيا، إنجاز المدرب المصري محمود الجوهري الذي كان أوّل لاعب «1959» ومدرّب يحرز اللقب القاري «1998».
واختير لاعب وسط بوركينا فاسو جوناثان بيترويبا أفضل لاعب لتألقه اللافت ومساهمته بشكل كبير في بلوغ منتخب بلاده المباراة النهائية للمرّة الأولى. ونال النيجيري إيمانويل إيمينيكي لقب هدّاف البطولة مع الغاني مبارك واكاسو «4».
عربيًا، خرج الممثلون الثلاثة والجيران المغرب والجزائر وتونس من الدور الأوّل.
ودّع المغرب دون أن يتعرض للخسارة، بتعادله مع أنجولا 0ـ0 والرأس الأخضر 1ـ1 وجنوب إفريقيا 2ـ2، فيما أوقعت القرعة الجزائر وتونس في مجموعة واحدة والتقيا معًا في الجولة الأولى، حيث كانت الغلبة لنسور قرطاج 1ـ0 قبل أن يودّعا سويًا.