أحمد الحامد⁩
لماذا لم تعُد بالكأس؟
2025-12-16
أجمل فترة عاشها الجمهور السعودي هي فترة الثمانينيات والتسعينيات الميلادية، كانت الاحتفالات في الشوارع بفوز المنتخب بالبطولات معتادة، بدأ المشهد الكبير في العام 1984 عندما عاد الأخضر بكأس آسيا وبقيادة مدرب سعودي، ثم تكرر الفوز بالبطولة التالية «1988» وخرجت الجماهير تحتفل بتأكيد تفوقها الآسيوي، بطولتان آسيويتان في أربع سنوات. في التسعينيات تأهل الأخضر للمونديال لأول مرة، في وقت كان فيه صراع التأهل صعبًا وعلى مقعدين، حينها احتفلت الجماهير حتى الصباح، طافوا الشوارع بالعلم الأخضر، يغنون فخرًا بمنتخبهم الذي رفع اسم البلد، في كأس العالم 1994 خرجت الجماهير تحتفل بالفوز على المغرب، ثم احتفلت بالفوز على بلجيكا والتأهل للدور الثاني، وبعد التمثيل الأفضل في مونديال 94 حقق الأخضر كأس آسيا 1996، خرجت الجماهير تحتفل بالكأس الآسيوية الثالثة، الكأس التي توجت الأخضر زعيمًا آسيويًا. أثناء ذلك حقق الأخضر بطولة الخليج، لكن كأس الخليج مع محبتنا القديمة لها، إلا أن الأخضر كان قد تجاوزها فعلًا، وإن كان الفوز بها له رمزية معينة، وخرجت الجماهير تحتفل بالكأس الخليجية. الجمهور السعودي في الثمانينيات والتسعينيات كان «شبعان» بطولات وإنجازات واحتفالات، مع أن اللاعبين لم يكونوا محترفين بمعنى الاحتراف اليوم، لم يأخذوا عقودًا سنوية مليونية، ولم تكن الملاعب كما هي ملاعب اليوم، ولم تكن هناك قنوات وبرامج رياضية مخصصة للرياضة كما اليوم، لكن الإنجازات كانت قارية وعالمية. حتى أنا ومنذ العام 1994 اعتدت الاحتفال في الإذاعة على الهواء مع الجمهور، صارت تلك البرامج الخاصة معتادة، وكنت أجهز نفسي لها مسبقًا لعلمي بقوة المنتخب. ما الذي حصل للمنتخب السعودي.. كيف يكون الدعم الحكومي اليوم أقوى بينما النتائج أضعف؟ كيف يكون عدد الملاعب الجديدة اليوم أكثر بينما المستوى أقل؟ كيف حقق جيل الثمانينيات والتسعينيات البطولات دون عقود احتراف، بينما يخفق المحترفون الذين يتقاضون الملايين؟ كيف يزيد عدد السكان بينما المواهب في المنتخب أقل؟ أنا فعلًا لا أعرف الإجابة.. وقد أكون مخطئًا في أسئلتي، لكن ما أعرفه أن الجماهير ومنذ سنوات طويلة لم تحتفل في الشوارع!