ميلان.. أسسّه صانع منسوجات ورأسه مُقاتل الحرب العالمية الأولى
يسعى فريق ميلان الأول لكرة القدم، للحفاظ على لقبه بطلًا لكأس السوبر الإيطالي، عندما يحل ضيفًا على الرياض، العاصمة السعودية، للمرة الرابعة في هذه المسابقة، إذ يواجه نابولي مساء الخميس، بحثًا عن مقعد في المباراة النهائية، والتي يستضيفها ملعب «الأول بارك» الإثنين المقبل.
بحث «روسونيري» عن مقعد في النهائي المرتقب، يُشبه «مقعد» رئاسة هذا النادي، إذ كان منوطًا بكبار الشخصيات عبر تاريخه الطويل، وهذا ما تسرده صحيفة «الرياضية» في التقرير التالي، مسلطة الضوء على الأفكار الإنجليزية التي ولدت ميلان، والأسماء الإيطالية البارزة التي توالت على رئاسته، بين رجال أعمال، شخصيات إعلامية عملاقة، وصولًا إلى رجال السياسية.
تأسس نادي ميلان عام 1899 بمساعٍ إنجليزية، عبر 12 مؤسسًا، على رأسهم هيربرت كيلبين، الذي كان لاعبًا هاو في إنجلترا قبل انتقاله إلى إيطاليا للعمل في صناعة المنسوجات، فمارس كرة القدم في إيطاليا، قبل أن يلعب لميلان بعدما أسهم في تأسيسه.
ومن بين المؤسسين الآخرين، هناك إنجليزي آخر، وهو ألفريد إدواردز، الذي تم تعيينه رئيسًا للنادي، فشغل هذا المنصب منذ تأسيس ميلان وحتى العام 1909، علمًا أن إدواردز كان رجل أعمال في إيطاليا، كما أنّه شغل منصب نائب القنصل الإيطالي في مدينة ميلانو.
وبعد إدواردز، جاء الدور على بييرو بيريللي ليكون أول رئيس إيطالي لميلان، وكان في الـ 28 من عمره عند تعيينه رئيسًا، واستمر في منصبه حتى العام 1928، وهو ابن جيوفاني بيريللي، مؤسس شركة «بيريللي» الإيطالية الشهيرة في صناعة الإطارات، والتي تزوّد بطولة «فورمولا 1» حصرًا بالإطارات منذ عام 2011.
درس بيريللي علوم القانون في جنوى، قبل سفره إلى أمريكا، وحصل على الخبرة اللازمة في التمديدات الكهربائية بغية تطوير عمل والده، كما التحق بالجيش الإيطالي في الحرب العالمية الأولى، ولعل مساهمته الأبرز في تاريخ نادي ميلان تكمن في بنائه ملعب «سان سيرو» على نفقته الخاصة عام 1926.
ومن بين الأسماء البارزة التي شغلت منصب رئيس ميلان، أندريا ريتزولي، رئيس النادي بين 1954 و1962، وهو رجل أعمال، ومنتج أفلام وناشر صحافي بارز في إيطاليا، إذ أنفق عام 1974 نحو 50 مليار ليرة إيطالية لشراء صحيفة «كورييري ديلا سيرا»، إحدى أبرز الصحف اليومية الإيطالية.
وينحدر أندريا من عائلة ريتزولي التي أسست مجموعة RCS الإعلامية عام 1927، وامتلكتها حتى 2016، وهي المجموعة المالكة لـ «كورييري ديلا سيرا»، إضافة إلى «لا جازيتا ديللو سبورت»، إحدى أبرز الصحف الرياضية في أوروبا والعالم.
وإذ كان بيريللي المساهم الأول في بناء ملعب «سان سيرو»، فإن أندريا طبع بصمته في تاريخ النادي، عبر بناء مجمع «ميلانيلو»، الذي يُعدّ حتى يومنا هذا مقرًا لتدريبات النادي.
وفي عام 1967، انتقل منصب رئيس ميلان من النفس الإعلامي إلى عالم السياسة، عبر فرانكو كارارو، الذي بقي في منصبه حتى 1971، قبل أن يعيّن وزيرًا للسياحة والترفيه في إيطاليا بين 1987 و1992، وعمدة لمدينة روما بين 1989 و1993، وعضو في مجلس الشيوخ الإيطالي بين 2013 و2018.
وقبل دخوله عالم السياسة، شغل كارارو مناصب بارزة في عالم الإدارة الرياضية، إذ كان رئيسًا للاتحاد الإيطالي لكرة القدم بين 1976 و1978، قبل رئاسته للجنة الأولمبية الإيطالية بين 1978 و1987.
وشهد عام 1986، وصول سيلفيو برلوسكوني إلى رأس الهرم في ميلان، وهو ما يمكن اعتباره الرئيس الأشهر في تاريخ النادي، إذ شغل منصب رئيس مجلس الوزراء في إيطاليا لمدة 9 أعوام في 3 فترات مختلفة، كما كان عضوًا في مجلس الشيوخ، وفي البرلمان الأوروبي.
ووصلت ثروة برلوسكوني إلى نحو 6,8 مليار دولار، إذ كان مؤسسًا ومالكًا لشركة «ميدياست» المختصة بوسائل الإعلام، والتي تُعد أكبر محطة بث في إيطاليا، ومالكًا لشركة «فينينفست» الاستثمارية، والتي باعت ملكية نادي ميلان إلى مجموعة «سينو يوروب سبورتس» الصينية، عبر لي يونجهونج، رجل الأعمال الصيني الذي أنفق 740 مليون يورو لشراء النادي.
يُذكر أن ملكية ميلان في الوقت الحالي تعود لـ «ردبيرد كابيتال بارتنرز»، وهي شركة أمريكية معنية في عالم الاستثمار، وأنفقت 1,2 مليار يورو لشراء النادي من شركة «إليوت إنفستمنت»، وهي أيضًا شركة أمريكية أخرى في المجال ذاته، علمًا أن باولو سكاروني يشغل منصب رئيس النادي، وهو رجل أعمال إيطالي ينشط في مجالي المصارف والطاقة.