نعيش اليوم زمنًا جديدًا، زمنًا تحوّلت فيه الصحة إلى معيار تقييم اجتماعي، والمرض أو التعب إلى فشل شخصي وإخفاق أخلاقي لا حالة إنسانية. يُدان صاحبه بدل أن يُفهم.
من موقعي كوني طبيبًا يستشار كثيرًا في الوسط الرياضي، ألحظ تزايد فئة لا تعاني من قلّة الحركة، بل من الإفراط فيها، ولا من الإهمال الصحي، بل من المبالغة فيه.
أصبح الجسد عند البعض هاجسًا يوميًا يستهلك الإنسان نفسيًا وجسديًا وماديًا، ومشروعًا لا يعرف التوقّف: تمرين يومي بلا راحة، أنظمة غذائية صارمة، قلق دائم من أي زيادة بسيطة أو يوم خمول. علميًا، هذا السلوك لا يُعد عافية. الدراسات تُظهر أن الإفراط في التمرين دون تعافٍ كافٍ يرفع هرمونات التوتر، ويزيد الإصابات والإجهاد المزمن، ويؤثر سلبًا في النوم والمناعة. المفارقة أن هذا السعي المحموم نحو «الجسد المثالي» يتقاطع مع ما تصفه الدراسات النفسية باضطرابات مثل Orthorexia nervosa «الهوس بالأكل الصحي» وExercise obsession «الاعتماد القهري على التمرين».
وقد أظهرت دراسات متعددة أن هذه السلوكيات ترتبط بارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وتشوه صورة الجسد، والشعور بالذنب عند التوقف عن التمرين أو كسر النظام الغذائي.
هنا لا نكون أمام «أسلوب حياة صحي»، بل أمام هوس مُقنّع بالانضباط.
فالجسد لم يُخلق ليكون كاملًا دائمًا، بل متغيّرًا، يمرض ويتعافى، يضعف ويقوى.
وأي محاولة مبالغ فيها لتثبيته في حالة «مثالية دائمة» ما هو إلا صراع ضد الطبيعة البشرية وصراع الطبيعة لا يُكسَب... بل يهلك.
في الوقت ذاته لا نغفل الانسياق المؤسف خلف الدور السلبي لوسائل التواصل والإعلانات في نقل طبيعة المعلومة من المعرفة إلى الهوس، وتحويل الصحة إلى سلعة وبناء الجسد إلى سوق، بل وسوّقت الخوف بذكاء:
• إن لم تتمرن هكذا فأنت مهدد.
• إن لم تأكل بهذا الشكل فأنت مقصّر.
• إن لم تكن بهذا المظهر فأنت «غير صحي».
توجيهات مختص:
الصحة حالة من التوازن الجسدي والنفسي والاجتماعي، والعافية الحقيقية لا تعني جسدًا بلا أخطاء، بل جسدًا يُحترم، ويُستمع إليه، ويُمنح الراحة بقدر ما يحتاجها الجهد.
. مارس الرياضة لتعزيز جودة حياتك... لا لتحويلها إلى ساحة محاسبة دائمة.
. التمارين هي وصفة علاجية، إذا أُسيء استخدامها تحوّلت إلى ضرر.
. الراحة جزء من التدريب الصحي الناجح، والتعب ليس مؤشر ضعف أو تراجع بل قد يكون رسالة التنبيه الأهم وليس عدوًا للصحة.
. الغذاء الصحي يعني الاتزان، لا الحرمان.
من موقعي كوني طبيبًا يستشار كثيرًا في الوسط الرياضي، ألحظ تزايد فئة لا تعاني من قلّة الحركة، بل من الإفراط فيها، ولا من الإهمال الصحي، بل من المبالغة فيه.
أصبح الجسد عند البعض هاجسًا يوميًا يستهلك الإنسان نفسيًا وجسديًا وماديًا، ومشروعًا لا يعرف التوقّف: تمرين يومي بلا راحة، أنظمة غذائية صارمة، قلق دائم من أي زيادة بسيطة أو يوم خمول. علميًا، هذا السلوك لا يُعد عافية. الدراسات تُظهر أن الإفراط في التمرين دون تعافٍ كافٍ يرفع هرمونات التوتر، ويزيد الإصابات والإجهاد المزمن، ويؤثر سلبًا في النوم والمناعة. المفارقة أن هذا السعي المحموم نحو «الجسد المثالي» يتقاطع مع ما تصفه الدراسات النفسية باضطرابات مثل Orthorexia nervosa «الهوس بالأكل الصحي» وExercise obsession «الاعتماد القهري على التمرين».
وقد أظهرت دراسات متعددة أن هذه السلوكيات ترتبط بارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وتشوه صورة الجسد، والشعور بالذنب عند التوقف عن التمرين أو كسر النظام الغذائي.
هنا لا نكون أمام «أسلوب حياة صحي»، بل أمام هوس مُقنّع بالانضباط.
فالجسد لم يُخلق ليكون كاملًا دائمًا، بل متغيّرًا، يمرض ويتعافى، يضعف ويقوى.
وأي محاولة مبالغ فيها لتثبيته في حالة «مثالية دائمة» ما هو إلا صراع ضد الطبيعة البشرية وصراع الطبيعة لا يُكسَب... بل يهلك.
في الوقت ذاته لا نغفل الانسياق المؤسف خلف الدور السلبي لوسائل التواصل والإعلانات في نقل طبيعة المعلومة من المعرفة إلى الهوس، وتحويل الصحة إلى سلعة وبناء الجسد إلى سوق، بل وسوّقت الخوف بذكاء:
• إن لم تتمرن هكذا فأنت مهدد.
• إن لم تأكل بهذا الشكل فأنت مقصّر.
• إن لم تكن بهذا المظهر فأنت «غير صحي».
توجيهات مختص:
الصحة حالة من التوازن الجسدي والنفسي والاجتماعي، والعافية الحقيقية لا تعني جسدًا بلا أخطاء، بل جسدًا يُحترم، ويُستمع إليه، ويُمنح الراحة بقدر ما يحتاجها الجهد.
. مارس الرياضة لتعزيز جودة حياتك... لا لتحويلها إلى ساحة محاسبة دائمة.
. التمارين هي وصفة علاجية، إذا أُسيء استخدامها تحوّلت إلى ضرر.
. الراحة جزء من التدريب الصحي الناجح، والتعب ليس مؤشر ضعف أو تراجع بل قد يكون رسالة التنبيه الأهم وليس عدوًا للصحة.
. الغذاء الصحي يعني الاتزان، لا الحرمان.