إيتاليانو.. النشأة ألمانية والمجد بولوني
في العاشر من ديسمبر عام 1977 ولد فينشينزو إيتاليانو، مدرب فريق بولونيا الإيطالي الأول لكرة القدم، في مدينة كارلسروه الألمانية، حيث كان والداه جوزيبي وكاترينا قد انتقلا مؤقتًا لأسباب عمل، لكنهما عادا به إلى صقلية بعد ستة أشهر فقط.
استقرا في ريبيرا، بلدة صغيرة في مقاطعة أجريجينتو المطلة على البحر، وهناك قضى طفولته بين الحقول الريفية والشوارع الترابية، دائمًا مع كرة في يديه، إذ لم يكن يهتم بألعاب أخرى.
شكلت تلك الأعوام المبكرة شغفه الدائم باللعبة، وفي ريبيرا بدأ يركل الكرة في فرق محلية، ثم انتقل إلى بارتينيكو أوداتشي، قبل أن يصل إلى تراباني، ومن هناك انطلق نحو مسيرة لاعب محترف استمرت عقدين، لعب خلالها كوسط ميدان في هيلاس فيرونا لأعوام طويلة، ثم جنوى، وكييفو فيرونا، وبادوفا، وبيروجيا، ولوميتزاني حيث أنهى مسيرته عام 2014.
تذوق طعم الدوري الأول مع فيرونا وكييفو، لكنه قضى معظم وقته في الدرجة الثانية، يبني سمعة لاعب ملتزم وذكي في قراءة المباريات.
بعد الاعتزال، دخل عالم التدريب سريعًا، بدءًا كمساعد في فينيسيا، ثم انتقل إلى فرق أقل شهرة مثل فيجونتينا سان باولو في الدرجة الرابعة، وأرزيجنانو، قبل أن يعود إلى تراباني مدربًا رئيسًا، وحقق معه الصعود من الدرجة الثالثة إلى الثانية، ومن هناك انتقل إلى سبيتسيا، حيث قاد الفريق الليكوري إلى الصعود التاريخي الأول إلى الدوري الأول عام 2020، ثم حافظ عليه في الموسم التالي.
كان إعلان فيورنتينا التعاقد معه أول تحدٍ في مسيرة المدرب الشاب مع فريق من كبار القوم في «الكالتشيو»، ولكنه أثبت قدرته وقاد «الفيولا» إلى نهائي الدوري الأوروبي وكأس إيطاليا وعلى الرغم من خسارته جميع النهائيات إلا أنه أثبت براعته ونجاحه في التحدي.
في صيف 2024 وصل إيتاليانو إلى بولونيا، خلفًا لتياجو موتا الذي قاد الفريق إلى دوري الأبطال للمرة الأولى، وكان التحدي كبيرًا في الحفاظ على الزخم مع مشاركة أوروبية مرهقة، إذ بدأ الموسم ببطء ملحوظ، مع خروج مبكر من دوري الأبطال، لكن الفريق استعاد توازنه تدريجيًا في الدوري، محتلًا مراكز عليا في فترات، ووصل إلى نهائي كأس إيطاليا في مايو 2025، حيث واجه ميلان في الملعب الأولمبي بروما، وانتهت المباراة بفوز فريقه 1ـ0 بهدف دان ندوي في الدقيقة 53، ليحقق الفريق اللقب الأول منذ 51 عامًا، والثالث في تاريخه.
وهذا أول تتويج لإيتاليانو مدربًا بعد خسارات سابقة في نهائيات مع فيورنتينا، ما أهل بولونيا للمشاركة في كأس السوبر الإيطالي بنسختها الجديدة بأربعة فرق.
سافر الفريق إلى الرياض لخوض السوبر، وبدأ مشواره بنصف النهائي أمام إنتر ميلان، وحسم بولونيا الأمر بركلات الترجيح 3ـ2، بعد تصديات حارس المرمى فيدريكو رافاليا، ليتأهل الفريق إلى النهائي الإثنين أمام نابولي بطل الدوري، في أول نهائي سوبر للنادي تاريخيًا، وخامس نهائي لإيتاليانو في أربعة أعوام.
في حياته الخاصة يحافظ إيتاليانو على خصوصية شديدة، متزوج من رافاييلا منذ أعوام طويلة، ولديه ابنان، كريستيان وريكاردو، كلاهما يلعبان الكرة في مستويات شبابية، وريكاردو كان في صفوف فيورنتينا سابقًا، وغالبًا ما يصف عائلته كأولوية يومية، كما قال في مقابلة قديمة أثناء وجوده في سبيتسيا، مشيرًا إلى أن زوجته وولديه يمثلون كل شيء بالنسبة له، وأنه لا يضغط عليهما في اختيار مسار كروي، بل يتركهما يتبعان طريقهما الخاص.
ويحتفظ إيتاليانو بصلة قوية بصقلية، يعود إليها كل صيف، خاصة منطقة سيكاجراندي الساحلية، حيث يجد هدوءًا بعيدًا عن صخب الملاعب.