أحمد الحامد⁩
لماذا لم تخفت إضاءة «إضاءات»؟
2025-12-24
تميُز تركي الدخيل في «إضاءات» كان سببه أنه الشخص المناسب في المكان المناسب، لأن قوة الإعلامي الحقيقي تكمن في وعيه العالي، وإدراكه المسؤولية لتقديم محتوى رفيع، ولإيمانه بأن هذا واجبه طالما أنه أصبح المصدر. لكن لنجاح تركي أسباب إضافية دعمته في مشواره الممتلئ، ثقافته الواسعة، وإخلاصه في الإعداد لضيوفه بشكل واضح، فبدا رغم تنوع مجالات ضيوفه أنه يحفظهم، أسئلته قصيرة وواضحة، يناقش بفهم ومعرفة، بالإضافة لكونه مستمع جيد لضيوفه، واحترامه لهم كبير. لا أذكر مرة أنه استعرض على ضيوفه، لم يحاول أن يبدو أكبر منهم، ولم يقلل من قيمة أحدهم وإن لم يجب إجابة مقنعة، والمشاهد يلاحظ في جميع حلقات «إضاءات» أن جميع الضيوف كانوا يتحدثون بأريحية، ودون ضغوط من تركي لأخذ الحلقة إلى جدال يصنع إثارة فارغة، هذه المواصفات جعلت «إضاءات» برنامجًا تاريخيا في حقبتنا الاعلامية، ومرجعًا موثوقًا، تشاهده من دقيقته الأولى حتى نهايته ولا تشعر بالضيق والحرج من مقدم البرنامج مثل الكثير من البرامج، لذلك إذا بحثنا عن أجمل ظهور إعلامي للأسماء التي استضافها تركي ستجده في «إضاءات»، وقد توجد في برنامج آخر دون أن أنتبه، لكني أتحدث عن مشاهدتي الشخصية. عندما توقف «إضاءات» لم يتوقف وهج تركي الدخيل التلفزيوني لأن «إضاءات» على اليوتيوب كان وما زال يعمل لصالح تركي، يعمّق نجاحه، ويرسخ أسلوبه المتميز في تقديم البرامج الحوارية التي لا تموت بعد توقفها. أتمنى عودة تركي الدخيل في برامج «البودكاست» عبر اليوتيوب، لا يحتاج البودكاست لتجهيزات التلفزيون الكبيرة، أعتقد بأننا سنحصل على عشرات الحلقات الثرية، وسيقدم ما هو مختلف بعد التشابه الكبير الحاصل حاليًا في محتوى البودكاست.
جوزيف برودسكي : يتجذر الشر عندما يبدأ الإنسان في التفكير في أنه أفضل من غيره.