صراع الجينات يعيد كتابة التاريخ

البرتغالي فرانسيسكو كونسيساو والد سيرجيو كونسيساو (أرشيفية)
زيوريخ ـ الألمانية 2025.12.26 | 04:34 pm

لم يعد صراع النجوم مقتصرًا على الأسماء الكبيرة فحسب، بل باتت الملاعب ساحة لتحديات من نوع خاص يفوح بروح وجينات العائلة ، مع تأهب جيل جديد من الأبناء لسحب البساط من تحت أقدام آبائهم وتكرار أمجادهم المونديالية حين ينطلق كأس العالم الصيف المقبل.
ففي إيطاليا، يبرز الحلم الأكبر عبر دانييل مالديني، الذي قد يسجل اسمه كأول حفيد يشارك في المونديال بعد والده الأسطورة باولو مالديني وجده تشيزاري الذي مثل إيطاليا في مونديال 1962، وعلى الرغم من معاناة دانييل حاليًا من أجل حجز مكان أساسي في المونديال، لكن حلم «الجيل الثالث» يظل قائمًا.
وفي إيطاليا أيضًا يبرز فيديريكو كييزا الذي غاب عن الملاعب لثمانية عشر شهرًا ويحاول الآن إقناع المدرب جينارو جاتوزو بالعودة من ليفربول ليكمل إرث والده إنريكو كييزا، الذي كان قد شارك في مونديال 1998 بديلًا طارئًا لفابريزيو رافانيلي.
وبالمثل يبرز لوكا زيدان، نجل الأسطورة زين الدين زيدان، فبعد تمثيله لفرنسا في فئات الشباب وتألقه في مونديال تحت عشرين عامًا، اختار الدفاع عن ألوان الجزائر «وطن الأجداد» ليسجل ظهوره الأول في أكتوبر الماضي، حاملًا لواء عائلته بقميص «محاربي الصحراء».
وسلط الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الضوء على قائمة تضم 27 ثنائيًا من الآباء والأبناء، من بينهم جريج برهالتر الذي تألق كمدافع مع أمريكا في مونديال 2002 و2006، والآن يسير ابنه سيباستيان برهالتر على خطاه بعد موسم مميز في «فانكوفر وايت كابس» وتسجيله هدفًا رائعًا في شباك أوروجواي الشهر الماضي.
وتمتد القصص لتشمل البرتغالي فرانسيسكو كونسيساو، القصير المكير الذي قاد بلاده للفوز على التشيك في يورو 2024، مقتفيًا أثر والده سيرجيو كونسيساو مدرب الاتحاد الذي شهد نكسة الخروج من دور المجموعات في 2002 على الرغم من فوزهم الكبير على بولندا حينها.
وفي كوريا الجنوبية تبرز قصة ملهمة للي يول يونج، الذي ترك كرة القدم في شبابه ليعمل في ملهى ليلي قبل أن يعود ويتألق في مونديال 2002 مسجلًا ركلة حرة تاريخية في شباك تركيا، والآن يقدم ابنه لي تاي سوك مستويات مبهرة مع أوستريا فيينا، تجعله قريبًا من المونديال.
وفي إسكتلندا يبرز الحارس أنجوس جان نجل بريان جان، والأخير لديه قصة طريفة، حيث التقى بزوجته في إسبانيا وادعى حينها أنه «نجار» لأن سمعة لاعبي الكرة لم تكن جيدة آنذاك، وخطبها خلال ثمان وأربعين ساعة فقط، والآن ابنه هو الحارس الأول لمنتخب بلاده.
ويأتي العملاق إرلينج هالاند على رأس القائمة، محاولًا قيادة النرويج لمونديالها الأول منذ ثمانية وعشرين عامًا، متجاوزًا والده ألفي هالاند الذي شارك في 1994، ويبرز معه زميله كريستيان ثورستفيد نجل الحارس إريك ثورستفيد، ليكونوا أول أبناء لزملاء في المونديال يلعبون معًا.
كما يحمل إيانيس هاجي آمال رومانيا، وهو نجل الأسطورة جيورجي هاجي وابن أخت الأسطورة الآخر جيورجي بوبيسكو.
وفي أمريكا يبرز الحارس جوناثان كلينسمان نجل الهداف الألماني يورجن كلينسمان، وفي هولندا يبرز جاستن كلويفرت الذي يتفوق عليه والده باتريك في الطول بفارق كبير، لكنه يتساوى معه في الطموح، أما في السويد فيبرز جوردان لارسون الذي لعب مع والده هنريك لارسون في مباراة رسمية واحدة عام 2013، والشاب يون ميلبيرج نجل القائد أولوف ميلبيرج صاحب الواقعة الشهيرة حين اشتبك مع زميله ليونبرج في تدريبات 2002.
وفي الأرجنتين يبرز جوليانو سيميوني الذي كان والده دييجو يتابع مسيرته عبر الاتصال المرئي يوميًا، وصولًا إلى داميون لو من جامايكا نجل أوناندي لو، وروميو فيرمانت من بلجيكا نجل سفين فيرمانت، وخيفرين تورام نجل بطل العالم ليليان تورام وشقيق ماركوس تورام، لتبقى ملاعب المونديال شاهدة على توارث العظمة الكروية عبر العقود.