يوم السينما العالمي.. القصة بدأت قبل 130 عاما

الأخوان أوجست ولويس لوميير صاحبا أول عرض سينمائي في التاريخ (أرشيفية)
جدة ـ واس 2025.12.28 | 01:29 pm

استحضر اليوم العالمي للسينما الذي يُحتفى به عالميًا في 28 ديسمبر من كل عام، لحظة مفصلية في تاريخ الفن الإنساني، قبل 130 عامًا، حين قدّم الأخوان الفرنسيان «أوجست ولويس لوميير» أول عرض سينمائي في التاريخ داخل الصالون الهندي بمقهى جراند كافيه في شارع كابوسين بباريس، معلنًا ميلاد فن السينما الذي تحوّل لاحقًا إلى أحد أبرز روافد الثقافة العالمية وصناعة الترفيه والاقتصاد الإبداعي.
وقد مثّل ذلك العرض الذي استخدم فيه جهاز «السينماتوغراف» المبتكر، ثورة تقنية جمعت للمرة الأولى بين التصوير والعرض في آلة واحدة، عبر أفلام قصيرة لم تتجاوز الدقيقة، قُدّمت أمام جمهور محدود لم يدرك أنه يشهد بداية عصر جديد.
ومن بين أشهر تلك الأفلام «خروج العمال من المصنع» و«وصول القطار إلى المحطة» و«الطفل يأكل» و«لاعبو الورق»، حيث بلغ تأثير الصورة المتحركة حدّ الذهول، لا سيما في مشهد القطار الذي روى عنه لاحقًا أن بعض الحضور ظنّ أنه سيخترق الشاشة ويدخل القاعة.
ومع مرور الزمن ظل هذا العرض الأول رمزًا لانطلاق رحلة الإبداع البصري، ويحتفى به عالميًا في أيام السينما والمهرجانات الدولية، تقديرًا لدوره في نقل الصورة من سكونها إلى عالم حيّ نابض بالحكايات والشخصيات، وتفرعت عنه مدارس واتجاهات وعصور سينمائية أسهمت في تشكيل ذائقة الجمهور لأكثر من قرن.
من جانبه، قال الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الغنام، الباحث في دراسات السينما والاقتصاد الثقافي أن السينما شهدت خلال العقود الماضية قفزات تقنية هائلة، بدءًا من الانتقال من الأبيض والأسود إلى الألوان، ثم ظهور تقنيات الصوت المحيط، وصولًا إلى الثورة الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتصوير ثلاثي الأبعاد وتقنيات CGI، التي أعادت تشكيل أساليب صناعة الأفلام.
وأفاد أن منصات البث الرقمي أسهمت في توسّع انتشار المحتوى السينمائي وإعادة تعريف مفهوم «شباك التذاكر» في العصر الحديث، لتصبح السينما صناعة اقتصادية كبرى تُسهم بمليارات الدولارات سنويًا في الاقتصاد العالمي، وتشغّل آلاف العاملين في مجالات الإنتاج والإخراج والتصوير والتقنية والتوزيع، في حين أنه مع استمرار هذه التقنيات الحديثة بإعادة تشكيل مستقبل السينما، يبقى جمهورها هو العنصر الأهم في استمرار هذه الصناعة التي تجاوزت حدود الشاشة لتصبح جزءًا من حياة المجتمعات حول العالم.
وأضاف الغنام أن السينما العربية شهدت تقدمًا ملحوظًا خلال الأعوام الأخيرة من خلال مشاركات دولية في مهرجانات كبرى مثل «كان وبرلين»، وظهور جيل جديد من المخرجين الشباب، واضعة السعودية بصمتها في تطوير القطاع وتنمية المواهب المحلية، مسجلة صناعة السينما السعودية في زيادة الإيرادات، وعدد دور العرض وانتشار الإنتاجات المحلية التي نال بعضها جوائز عالمية.