عبدالله الطويرقي
«لا تجعلوا الشباب فريسة سهلة للظروف»
2025-12-29
كم هي مؤلمة وقاسية كرة القدم حين يقف المشجع الشبابي عاجزًا أمام ما يمر به ناديه من ظروف صعبة وحين يشاهد الكيان الذي اعتاد أن يراه قويًا ومنافسًا وهو يعاني بهذا الشكل الذي لا يؤلمه وحده فحسب بل يترك أثره في نفوس كل محبي كرة القدم بمختلف ميولهم.
فالشباب لم يكن يومًا ناديًا عابرًا في تاريخ الكرة السعودية، بل كان رمزًا للعراقة والبطولات ولهذا فإن ما يمر به اليوم يثير القلق ويدق ناقوس الخطر.

إن تراجع النتائج وتذبذب المستوى إلى جانب الإصابات المتكررة التي أثقلت كاهل الفريق وأفقدته الكثير من عناصره المؤثرة ليست مجرد أرقام في جدول الترتيب بل مؤشرات واضحة على خلل يحتاج إلى وقفة جادة ومراجعة شاملة، كرة القدم لا ترحم، والتاريخ لا ينتظر.

ومن هذا المنطلق، فإن المسؤولية الكبرى تقع اليوم على عاتق الإدارة الشبابية برئاسة عبد العزيز المالك وطاقم عمله، حيث يتطلب الوضع مضاعفة الجهد والعمل بروح الفريق الواحد لإعادة الاتزان إلى البيت الشبابي. المرحلة الحالية لا تحتمل الحلول المؤقتة أو القرارات المتسرعة، بل تحتاج إلى رؤية واضحة وتشخيص دقيق للأسباب، ومعالجة شجاعة للأخطاء.

وفي الوقت ذاته.. لا يمكن إغفال الدور المهم بل والمحوري الذي يجب أن يلعبه جمهور ومحبو نادي الشباب، فالأندية الكبيرة لا تنهض بإدارتها ولاعبيها فقط بل بجماهيرها الواعية التي تدرك خطورة المرحلة وتعرف متى تنتقد ومتى تدعم.
اليوم ليس وقت تصفية الحسابات، ولا تعليق حبال المشانق، ولا تبادل الاتهامات بين أبناء الكيان الواحد، الانقسامات الداخلية والخلافات الإعلامية لا تزيد الوضع إلا تعقيدًا.

ما يحتاجه الشباب اليوم هو الالتفاف الصادق من الجميع خلف إدارته ولاعبيه، وترك كل ما من شأنه أن يهز استقرار النادي أو يضعف ثقته بنفسه، النقد مطلوب لكنه يجب أن يكون بنّاءً، هادفًا وموجهًا للإصلاح لا للهدم، فالأزمات لا تُحل بالصراخ، بل بالحكمة.. ولا تُتجاوز بالتشكيك بل بالتكاتف.

إن الوضع الراهن يتطلب وقفة شاملة ومسؤولة من كل الأطراف.. إدارة، لاعبين، جهاز فني، وجماهير، فالخطر بات واضحًا وناقوس الخطر قد دق بالفعل. إنقاذ ما يمكن إنقاذه لا يزال ممكنًا، لكن ذلك مرهونًا بسرعة التحرك، وصدق النوايا، والعمل المشترك بروح الانتماء الحقيقي لهذا الكيان الكبير. فالشباب يستحق الأفضل، وتاريخه العريق أكبر من أن يُترك فريسة للظروف أو رهينة للأخطاء.