|


كويلار الهلال.. وحش محبوس.. لا يمكن إيقافه

الرياض - عبدالرحمن عابد 2019.08.31 | 06:45 pm

على بعد دقائق من المدرسة التي ارتادها الروائي الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز، صاحب «مئة عام من العزلة»، والحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1982، فتحت السيدة لوز ماريانا نافذة بيتها الصغير الواقع شمال مدينة بارانكويلا الكولومبية، ثم نادت زوجها ليوناردو ليشاهد الاحتفالات الصاخبة في الشارع.



عرفت مدينة بارانكويلا موسم الكرنفال منذ القرن 19، إذ تتزيّن المباني بالزهور وتتلوّن الحافلات والسيارات والحيوانات، ويرتدي الناس ملابس شعبية وتنكرية ويجوبون المدينة فرحين رفقة السياح على مدى 4 أيام، يرقصون البالوتيو الإسبانية والكونجو الإفريقية، وحين تنتهي الاحتفالات يركبون قوارب نهر ماجدالينا، أو يشقّون بحر الكاريبي صوب بنما أو كوستاريكا.



رُزق ليوناردو وزوجته لوز بطفل في 14 أكتوبر 1992، أطلقا عليه اسم جوستافو، اكتسب من أبيه القوة والصلابة، وورث من أمه اللون الأشقر، ومع أن الأخيرة رغبت في رؤية ابنها يعزف آلة «أكورديون» الموسيقية أو يلعب كرة البيسبول، إلا إنه اختار كرة القدم مع نادي جونيور، وهو نفس الفريق الذي تشجعه المطربة العالمية شاكيرا التي ولدت هناك.



سمعت إدارة نادي ديبورتيفو كالي الكولومبي بموهبة جوستافو، تعاقدوا معه وهو ما زال في عامه الـ15، منحوه منزلاً وضموه إلى مدرسة ووفروا له سيارة خاصة. كانت الحياة في كالي قاسية تماماً، لكن ابن بارانكويلا صنع نفسه وأصبح موهبة كبرى، بفضل قوته وسرعته ودقة تمريراته، وقدرته البدنية على التحمّل، وربما يعيبه أحياناً التهور، فضلاً عن ضعف طفيف في الألعاب الهوائية.



انتقل جوستافو كويلار في شتاء العام 2016 إلى فلامنجو البرازيلي مقابل 1.8 مليون يورو، هناك لم يثق به المدرب زي ريكاردو، لكنه انفجر كالصاروخ مع المدرب رينالدو رويدا، بعدها أطلقت عليه إذاعة «CBN» البرازيلية لقب «الوحش المحبوس»، أما المشجعين فنادوه بألقاب «آلهة الحرب» و«صانع القهوة»، وطالبوا بتمديد عقده مدى الحياة، ومع ذلك لم يلبس قميص كولومبيا الأصفر إلا مرتين آخرها قبل شهرين.



قبل 3 أشهر أنكر صاحب الـ27 عاماً وصول أي عرض من نادي وست هام يونايتد، آنذاك هاجمه مشجع إنجليزي متعصب يدعى آدم سميث ووصفه باللاعب المغمور عبر مقالة عامة في الإنترنت، بينما قال قبل أيام الصحافي بنيامين باك عبر قناة «FOX Sports» البرازيلية، إن وكيل أعمال اللاعب جوستافو كويلار تلقى عروضاً من تركيا والإمارات، بيد أن وصول عرضين من الهلال السعودي وبولونيا الإيطالي، أوقع الجميع في حيرة كبيرة.



تزوج النجم الكولومبي حبيبته جيرالدين في رأس سنة 2015، أنجب منها باولو وماثيو، وتصف تقارير إعلامية زوجته بالبسيطة والمتواضعة التي لم تلجأ لعمليات التجميل على غرار عارضات الأزياء، شانون دي ليما وسارة أوريبي ودانييلا أوسبينا، وهو ما ضاعف محبة جوستافو كويلار لها، ولعل حديثه عنها لصحيفة «إل هيرالدو» دليلاً على ذلك، إذ قال: "إنها المرأة التي وقفت معي في أوقاتي الجيدة والسيئة، كان زواجي منها أفضل قرار اتخذته في حياتي".



عندما يجوع جوستافو كويلار تطبخ زوجته سمكة «البدح» مع الرز الأصفر، وفي أوقات راحته يذهب إلى الشاطئ، أو يتابع سلسلة أفلام «فاست آند فيوريوس»، ومن المستحيل أن يفوّت مباريات ريال مدريد، إذ يستمتع برؤية لاعب الوسط الألماني توني كروس بجانب الإيطالي فيراتي ومواطنه المعتزل بيرلو، فيما تبدو مشكلة الكولومبي كبيرة إذا انتقل إلى الرياض، حيث يندر فيها السمك ولن يجد إلا اللحوم الحمراء أو شباك النصر.