تقييم نجاح أو فشل المنظومات الرياضية يتطلب مراعاة معايير حديثة تأخذ في الاعتبار الجوانب الفنية والإدارية والمالية، والاجتماعية، إلى جانب التركيز على الابتكار والتكنولوجيا. وتبرز أهمية هذه المعايير في قدرتها على تحقيق استدامة الإنجازات الرياضية بدلاً من النجاحات المؤقتة.
ولتوضيح كيفية تطبيق هذه المعايير بشكل فعّال، سأستعرض أبرز الدول التي نجحت في تطوير منظومات رياضية متكاملة وفق هذه المعايير الحديثة، مع إبراز إنجازاتها في السنوات الأخيرة، خاصة في الألعاب الأولمبية وكرة القدم.
أولاً: المعايير الحديثة لقياس نجاح المنظومات الرياضية:
• المعايير الفنية: النتائج الرياضية، تطوير المواهب، واستمرارية الأداء.
• المعايير الإدارية والتنظيمية: الشفافية، الحوكمة، وإدارة الموارد.
• المعايير المالية: تنويع مصادر الدخل، والإدارة الرشيدة.
• المعايير الاجتماعية: مستوى نشر الثقافة الرياضية، وتحسين الصحة العامة.
• معايير الابتكار والتكنولوجيا: تحليل الأداء الرياضي، والتحول الرقمي.
ثانياً: تجارب دولية ناجحة في تطبيق المعايير الرياضية الحديثة:
1. المملكة المتحدة «بريطانيا» - نموذج التطور الشامل:
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة لديهم:
الاستثمار في تطوير الأكاديميات الرياضية.
إطلاق مشروع «School Games» لتعزيز الرياضة المدرسية.
تعزيز الشراكة بين الجامعات والأندية الرياضية لاكتشاف المواهب.
توظيف التكنولوجيا في تحليل الأداء الرياضي.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 67 ميدالية «27 ذهبية، 23 فضية، 17 برونزية» - المركز الثاني عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 65 ميدالية «22 ذهبية، 21 فضية، 22 برونزية» - المركز الرابع عالميًا.
• كرة القدم:
• نصف نهائي كأس العالم 2018.
• وصيف يورو 2020.
• نجاح الدوري الإنجليزي كأحد أقوى الدوريات العالمية بفضل الحوكمة الحقيقة والاستثمار المستدام.
2. ألمانيا - نموذج تطوير المواهب والاستدامة:
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة:
إصلاح نظام الأكاديميات وتطوير برامج اكتشاف المواهب.
إطلاق برامج تطوير المدربين في جميع الأندية المحترفة.
اعتماد نظام الحوكمة والشفافية المالية في إدارة الأندية والمنتخبات.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 42 ميدالية «17 ذهبية، 10 فضية، 15 برونزية» - المركز الخامس عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 37 ميدالية «10 ذهبية، 11 فضية، 16 برونزية» - المركز التاسع عالميًا.
• كرة القدم:
• بطل كأس العالم 2014.
• تألق المنتخب الأولمبي في أولمبياد ريو 2016 بحصوله على الميدالية الفضية.
3. اليابان - نموذج الابتكار والتكنولوجيا:
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة:
إنشاء مراكز أبحاث متخصصة لتحليل الأداء الرياضي.
دمج الرياضة في المناهج المدرسية لتوسيع قاعدة الممارسين.
الاستثمار في برامج «اللياقة المجتمعية» لتعزيز الصحة العامة.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 41 ميدالية «12 ذهبية، 8 فضية، 21 برونزية» - المركز السادس عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 58 ميدالية «27 ذهبية، 14 فضية، 17 برونزية» - المركز الثالث عالميًا.
• كرة القدم:
• تأهل متكرر للأدوار الإقصائية في كأس العالم منذ 2002.
• بطل كأس آسيا 2011.
4. الولايات المتحدة الأمريكية - نموذج الاستدامة المالية والتسويق الرياضي:
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة:
إنشاء منظومة متكاملة لدعم رياضة الجامعات «NCAA» كقاعدة لاكتشاف المواهب.
تنويع مصادر الدخل من خلال الرعايات والتسويق.
توظيف التكنولوجيا في تحسين الأداء الرياضي.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 121 ميدالية «46 ذهبية، 37 فضية، 38 برونزية» - المركز الأول عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 113 ميدالية «39 ذهبية، 41 فضية، 33 برونزية» - المركز الأول عالميًا.
• كرة القدم:
• منتخب السيدات الأمريكي بطل كأس العالم للسيدات 2015 و2019.
• تطور الدوري الأمريكي «MLS» ليصبح وجهة مهمة للنجوم العالميين.
5. أستراليا - نموذج الرياضة للجميع:
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة:
إطلاق برنامج «الرياضة للجميع» لنشر الرياضة بين جميع فئات المجتمع.
تطوير رياضة المدارس والجامعات كأداة لاكتشاف المواهب.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 29 ميدالية «8 ذهبية، 11 فضية، 10 برونزية» - المركز العاشر عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 46 ميدالية «17 ذهبية، 7 فضية، 22 برونزية» - المركز السادس عالميًا.
• كرة القدم:
• بطل كأس آسيا 2015.
• تأهل متكرر لكأس العالم منذ 2006 بفضل برامج اكتشاف المواهب.
6. كرواتيا - نموذج النجاح بأقل الموارد
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة:
تركيز على تأسيس أكاديميات تعتمد على استثمار محدود وبنتائج مبهرة.
تطوير لاعبين بمهارات تكتيكية عالية من خلال برامج فردية مكثفة.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 10 ميداليات «5 ذهبية، 3 فضية، 2 برونزية» - المركز السابع عشر عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 8 ميداليات «3 ذهبية، 3 فضية، 2 برونزية» - المركز السادس والعشرون عالميًا.
• كرة القدم:
• وصيف كأس العالم 2018.
• المركز الثالث في كأس العالم 2022.
ثالثاً: كيفية تطبيق هذه المعايير في السعودية:
بناءً على هذه التجارب الناجحة، يمكن لنا في السعودية، وبناءً على مقدراتنا البشرية والاقتصادية، تطبيق ما يلي:
تطوير الأكاديميات الرياضية وفق نموذج ألمانيا واليابان.
تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا لتحليل الأداء الرياضي.
تبني مفهوم «الرياضة للجميع» بالطريقة الصحيحة، كما فعلت أستراليا مثلًا.
دعم الرياضة المدرسية والجامعية كنموذج المملكة المتحدة «بريطانيا» والولايات المتحدة.
تعزيز الحوكمة والشفافية لضمان إدارة فعالة للأندية والاتحادات.
توظيف قيادات وكوادر متخصصة بعيدًا عن الاجتهاد، لأهمية المرحلة.
توظيف استراتيجية الإحلال والتوطين لجميع المشاريع الرياضية، وتقليل الاعتماد على الكوادر والمنظومات الأجنبية بقدر الإمكان، وتحويلهم إلى مستثمرين بدلًا من موظفين ومتعاقدين.
على أية حال، دمج هذه المعايير مع الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة، وتفادي الاجتهاد والتحاملات وتطبيق الحوكمة الدقيقة ذات المستهدفات والمسؤوليات الواضحة، سيمكّن السعودية من تحقيق أهدافها الرياضية الطموحة، وجعلها مركزًا رياضيًا بارزًا على المستوى الإقليمي والعالمي بما يتماشى مع رؤية 2030 والرؤى التي ستليها بإذن.
وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وعيدكم مبارك
ولتوضيح كيفية تطبيق هذه المعايير بشكل فعّال، سأستعرض أبرز الدول التي نجحت في تطوير منظومات رياضية متكاملة وفق هذه المعايير الحديثة، مع إبراز إنجازاتها في السنوات الأخيرة، خاصة في الألعاب الأولمبية وكرة القدم.
أولاً: المعايير الحديثة لقياس نجاح المنظومات الرياضية:
• المعايير الفنية: النتائج الرياضية، تطوير المواهب، واستمرارية الأداء.
• المعايير الإدارية والتنظيمية: الشفافية، الحوكمة، وإدارة الموارد.
• المعايير المالية: تنويع مصادر الدخل، والإدارة الرشيدة.
• المعايير الاجتماعية: مستوى نشر الثقافة الرياضية، وتحسين الصحة العامة.
• معايير الابتكار والتكنولوجيا: تحليل الأداء الرياضي، والتحول الرقمي.
ثانياً: تجارب دولية ناجحة في تطبيق المعايير الرياضية الحديثة:
1. المملكة المتحدة «بريطانيا» - نموذج التطور الشامل:
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة لديهم:
الاستثمار في تطوير الأكاديميات الرياضية.
إطلاق مشروع «School Games» لتعزيز الرياضة المدرسية.
تعزيز الشراكة بين الجامعات والأندية الرياضية لاكتشاف المواهب.
توظيف التكنولوجيا في تحليل الأداء الرياضي.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 67 ميدالية «27 ذهبية، 23 فضية، 17 برونزية» - المركز الثاني عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 65 ميدالية «22 ذهبية، 21 فضية، 22 برونزية» - المركز الرابع عالميًا.
• كرة القدم:
• نصف نهائي كأس العالم 2018.
• وصيف يورو 2020.
• نجاح الدوري الإنجليزي كأحد أقوى الدوريات العالمية بفضل الحوكمة الحقيقة والاستثمار المستدام.
2. ألمانيا - نموذج تطوير المواهب والاستدامة:
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة:
إصلاح نظام الأكاديميات وتطوير برامج اكتشاف المواهب.
إطلاق برامج تطوير المدربين في جميع الأندية المحترفة.
اعتماد نظام الحوكمة والشفافية المالية في إدارة الأندية والمنتخبات.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 42 ميدالية «17 ذهبية، 10 فضية، 15 برونزية» - المركز الخامس عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 37 ميدالية «10 ذهبية، 11 فضية، 16 برونزية» - المركز التاسع عالميًا.
• كرة القدم:
• بطل كأس العالم 2014.
• تألق المنتخب الأولمبي في أولمبياد ريو 2016 بحصوله على الميدالية الفضية.
3. اليابان - نموذج الابتكار والتكنولوجيا:
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة:
إنشاء مراكز أبحاث متخصصة لتحليل الأداء الرياضي.
دمج الرياضة في المناهج المدرسية لتوسيع قاعدة الممارسين.
الاستثمار في برامج «اللياقة المجتمعية» لتعزيز الصحة العامة.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 41 ميدالية «12 ذهبية، 8 فضية، 21 برونزية» - المركز السادس عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 58 ميدالية «27 ذهبية، 14 فضية، 17 برونزية» - المركز الثالث عالميًا.
• كرة القدم:
• تأهل متكرر للأدوار الإقصائية في كأس العالم منذ 2002.
• بطل كأس آسيا 2011.
4. الولايات المتحدة الأمريكية - نموذج الاستدامة المالية والتسويق الرياضي:
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة:
إنشاء منظومة متكاملة لدعم رياضة الجامعات «NCAA» كقاعدة لاكتشاف المواهب.
تنويع مصادر الدخل من خلال الرعايات والتسويق.
توظيف التكنولوجيا في تحسين الأداء الرياضي.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 121 ميدالية «46 ذهبية، 37 فضية، 38 برونزية» - المركز الأول عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 113 ميدالية «39 ذهبية، 41 فضية، 33 برونزية» - المركز الأول عالميًا.
• كرة القدم:
• منتخب السيدات الأمريكي بطل كأس العالم للسيدات 2015 و2019.
• تطور الدوري الأمريكي «MLS» ليصبح وجهة مهمة للنجوم العالميين.
5. أستراليا - نموذج الرياضة للجميع:
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة:
إطلاق برنامج «الرياضة للجميع» لنشر الرياضة بين جميع فئات المجتمع.
تطوير رياضة المدارس والجامعات كأداة لاكتشاف المواهب.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 29 ميدالية «8 ذهبية، 11 فضية، 10 برونزية» - المركز العاشر عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 46 ميدالية «17 ذهبية، 7 فضية، 22 برونزية» - المركز السادس عالميًا.
• كرة القدم:
• بطل كأس آسيا 2015.
• تأهل متكرر لكأس العالم منذ 2006 بفضل برامج اكتشاف المواهب.
6. كرواتيا - نموذج النجاح بأقل الموارد
أبرز معايير النجاح الحديثة المُطبقة:
تركيز على تأسيس أكاديميات تعتمد على استثمار محدود وبنتائج مبهرة.
تطوير لاعبين بمهارات تكتيكية عالية من خلال برامج فردية مكثفة.
الإنجازات الرياضية الحديثة:
• أولمبياد ريو 2016: 10 ميداليات «5 ذهبية، 3 فضية، 2 برونزية» - المركز السابع عشر عالميًا.
• أولمبياد طوكيو 2020: 8 ميداليات «3 ذهبية، 3 فضية، 2 برونزية» - المركز السادس والعشرون عالميًا.
• كرة القدم:
• وصيف كأس العالم 2018.
• المركز الثالث في كأس العالم 2022.
ثالثاً: كيفية تطبيق هذه المعايير في السعودية:
بناءً على هذه التجارب الناجحة، يمكن لنا في السعودية، وبناءً على مقدراتنا البشرية والاقتصادية، تطبيق ما يلي:
تطوير الأكاديميات الرياضية وفق نموذج ألمانيا واليابان.
تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا لتحليل الأداء الرياضي.
تبني مفهوم «الرياضة للجميع» بالطريقة الصحيحة، كما فعلت أستراليا مثلًا.
دعم الرياضة المدرسية والجامعية كنموذج المملكة المتحدة «بريطانيا» والولايات المتحدة.
تعزيز الحوكمة والشفافية لضمان إدارة فعالة للأندية والاتحادات.
توظيف قيادات وكوادر متخصصة بعيدًا عن الاجتهاد، لأهمية المرحلة.
توظيف استراتيجية الإحلال والتوطين لجميع المشاريع الرياضية، وتقليل الاعتماد على الكوادر والمنظومات الأجنبية بقدر الإمكان، وتحويلهم إلى مستثمرين بدلًا من موظفين ومتعاقدين.
على أية حال، دمج هذه المعايير مع الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة، وتفادي الاجتهاد والتحاملات وتطبيق الحوكمة الدقيقة ذات المستهدفات والمسؤوليات الواضحة، سيمكّن السعودية من تحقيق أهدافها الرياضية الطموحة، وجعلها مركزًا رياضيًا بارزًا على المستوى الإقليمي والعالمي بما يتماشى مع رؤية 2030 والرؤى التي ستليها بإذن.
وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وعيدكم مبارك
