|




تركي السهلي
رونالدو الوحيد
2025-05-13
يقف كريستيانو رونالدو كبطل وحيد مع نادي النصر. ووحدة البرتغالي تكمن في بقائه في دائرة ذاته، دون أن يكون خارقًا يُحقق الانتصارات للمجموعة التي يلعب لها ومعها.
وصورة الفذّ بعيدة عن «الدون»، منذ أن أتى للفريق السعودي شتاء 2023، وهو يسعى في كُل تفاصيله الفنيّة، ومبارياته إلى نبذ الفشل، دون أن يعمل إلى طرده من الفرقة الصفراء، وهذه مسألة تتداخل بين الفرد الخارق، والمجموعة المُساعدة.
وفي الوضع القائم، لم يستطع المولود في جزيرة ماديرا، أن يتخلّى عن إيمانه بمقدرته الخاصّة، وتاريخه الناصع، وقيمته كلاعب، فظلّ يسعى لتحقيق الرقم تلو الرقم دون أن يضع بطولة لفريقه في ذهنه، رغم ما ذرفه من دموع، وأظهر وجهًا غاضبًا من تصرّفات زملائه.
وفكرة البطل الأوحد في كُرة القدم لازمت اللعبة، فكان بيليه، ومارادونا، وميسي، والكثير الكثير. وتعلّقت الجماهير بالنجوم، ووقفت خلفهم، حتى كانت الانتصارات الوطنية، أو المحليّة المُدهشة، كمارادونا ونابولي مثلاً أو الأرجنتين 1986.
ونجوم اللعبة يستهدفون الإرث الوطني أو الجماهيري البعيد، ويسعون إلى جعل الناس يسيرون خلفهم، ويرمزون بهم إلى انتصاراتهم، فتكون الثنائية القائدة إلى المجد.
وكريستيانو نجم وطني لدى البرتغاليين، وتحفظ له جماهير الأندية التي ارتبط بها الكثير من النجومية وذكريات الفوز، وهو بنى مجدًا هائلاً سيبقى لتاريخ طويل.
وفي النصر، وبعد مرور عامين ونصف، استمر رونالدو بنجوميته، وجني الأموال، وتحقيق الأرقام، وملاحقتها، لكنّه أكثر من لوم أقرانه، وتصدير المزيد من التعابير الخاصّة الجاذبة له مزيد نور.
إنّ الثنائية بين النادي العاصمي والنجم البرتغالي منطقية للطرفين، متى ما تخلّى جمهور النصر عن تقديم رونالدو كبطل خارق يجلب الفوز، ويظفر بالكؤوس والبطولات، فالمعادلة على هذا النحو تظلم الأطراف، وتضع النتائج في خانة المُستحيل.
لقد حاولت إدارات النصر المُتعاقبة العمل مع رونالدو وفشلت إذ تعاملت معه وفق العمل من أجله، فكانت الحفرة الكبيرة التي سقط فيها الجميع، وكرّرت من الانتكاسات.
وفي هذه الأيّام، ومع التجديد لعقده مع الأصفر السعودي، فإنّ النهج اللازم يتطلّب فكرًا مختلفًا يُعيد صورة البطل بالنادي لا بالفرد.