|


فهد علي
‏عيد ميلاد العام
2018-01-02

 

 

‏‏أحلم ويحلم مثلي أي شاب أن يصبح ذا شأن على الصعيد الاقتصادي أو السياسي لكن مع ضبابية المشهد الحياتي والأحداث المفاجئة الطارئة على العالم، يجتذبنا جهلنا مرغمين إلى مربعنا التقليدي حيث بقاؤنا طويلاً يغدو مناسباً وحتمياً في مساحات حديث نستنزف بها عمرنا كله مثل أن نفرّغ غريزتنا الكلامية بإعلان انبهارنا بأحد ألحان أغاني طلال مداح أو التغزّل بمرونة أقدام ماجد عبدالله في مراوغاتها المتكررة التي بقيت وشماً أبدياً على ذاكرة السعوديين الولدان والشيوخ هاربين بذلك عن تذكّر عالم يخرج ذخيرته.. حروب تندلع من حولنا.. 

 

أزمة اقتصادية ناجمة عن انحدار سعر برميل النفط.. تراكمات سلبية متدفقة غشت الكوكب في حقبة الأعوام القليلة الماضية قابلتها تحديات دول فتية تحاول جادة عبور الأزمة من خلال الأعوام القليلة الآنية في أن تتجاوز وتقفز ما تستطيع قفزه بحكوماتها وبكيانها ومؤسساتها متجنبين لمس دنس الأضرار الاجتماعية. 

 

وإن انتفاء وضوح وجه العالم الجديد من الأجدر ألا يخلّف في نفوسنا شعوراً بالذعر فسنّة الحياة بتجددها وتبدّلها لكني أسأل هنا عن قيمة أن يحتفل البشر على مضي دقيقة إلى دقيقة كأن الناس بأكملهم قبل توديعهم العام بثانية واحدة يوثبون ناحية العام الآخر لست أنقد سلوك الاحتفال برأس السنة داعياً إلى الإحباط، إنّي في صف مشاعر الفرح والحبور على الرغم من جميع المؤشرات والتحليلات الاقتصادية والسياسية التي تشير إلى عدم مضينا إليهما قريباً لذا الأكثر سلامة وحفاظاً على الصحة النفسية للإنسان أن يتم عقد رأس السنة مرّة كل ثلاثة أعوام متضامناً احتفالنا هذا مع التقشّف العالمي وفي نهاية القول ومع بداية العام لا اتّسع رحباً إلا بضيق مبدئي، والوطن الذي نتقاسم أعباءه سيجود علينا بقسمة عطاياه مثلما أجاد دائماً على أبنائه.